بالحب تتخلى "عنك" لـ"غيرك".. فالحب يمنحك القوة والأمل لتحقق ما يراه "حبيبك" مستحيلاً.. قلب الأنثى أكبر قلب.. وقلب الأم أوسع القلوب حباً ورحمةً بين قلوب الإناث التي هي محط الحب ومدار فلكه. إحدى الإناث تحاملت على كرامتها ورمت الحياء الذي تدثرت به طوال عمرها.. وأقدمت على ما لم يقدر عليه الرجال؛ من أجل حبها لابنها. قبل زيارة أي مسؤول لأي مدينة.. يبدأ المخلصون بجمع حاجات المدينة وهذا يحتاج "ضميراً حياً"، ويحزم المستغلون أمرهم لكسب ود المسؤول وهذا لا يحتاج إلا "لساناً كاذباً".. وبين الفريقين هناك من يبحث عن حقٍ ضائع ولو بسكب الكرامة على الإسفلت أمام المسؤول. أثناء زيارة أكبر مسؤول في المرور لمدينة عرعر جاءت أم كسيرة القلب، فانهالت على يد مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل لتقبلها وترفقها بطلب نقل ابنها إلى قربها، بعدما فقدت شقيقه في حادث أثناء زيارته لها عائداً من عمله البعيد، وتريد أن تعيش بما تبقى لها من قلب بقرب ابنها، هنا فقط تسترجع لماذا رد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على من قال: من أحق الناس بحسن صحابتي، فقال: أمك، وقال: ثم من، قال: ثم أمك، قال: ثم من، قال: ثم أمك، قال: ثم من، قال: أبوك. لم يكن مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، إلا صاحب قلبٍ كبير، رافضاً أن تقبل الأم يده رغم أنها باغتته، وأمر بتنفيذ طلبها ونقل ابنها إلى قربها، هنا أقف احتراما لهذا المسؤول الذي لم يُنتزع من إنسانيته من أجل النظام كما يتحجج بعض المسؤولين، وهم لا يدركون أن النظام وضع من أجل خدمة الإنسان، وليس من أجل إيذائه وكسر قلب أم..! لم يكن هذا الموقف الوحيد الذي يجعلك تعجب بشخصية هذا المسؤول الذي عُرف: "عملياً ناجحاً في إدارة المرور وتطويرها"، بل علمت ممن قابلوه خلال زيارته لمحافظة القريات والمنطقة الشمالية، أنه كان متواضعاً بسيطاً صريحاً لم يتخف عن الإعلام والناس. (بين قوسين) كثر من أفراد القطاعات العسكرية والأمنية يبحثون عن واسطة تقربهم من أهلهم، والمعلمون ينتظرون حركة النقل بين "ألم" و"أمل".. وجود الموظف قرب أهله يجعله أكثر إنتاجاً.