يمر يوم الثلاثاء 28/11/1435هـ (23 سبتمبر 2014م) الذكرى 84 لليوم الوطني منذ الاحتفاء بتوحيد أقاليم بلادنا عام 1351هـ واتخاذ هذا التاريخ يومًا وطنيًا لاكتمال الوحدة واختيار اسم موحد للبلاد. تذكرت بهذه المناسبة قول أحمد شوقي: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت، ودين مستحق لهذا الوطن يد علينا وفضل كبير، فقد احتضنت أرضه الآباء منذ مئات السنين عاشوا أيام رخائه وأيام شدته وعشنا أيام رغد عيشه وأمن أنحائه، وفضله على كل مسلم كبير فهو قبلته ومهوى فؤاده، غير أن الله أكرمنا على ذلك بأن جعله وطننا الذي نحيا فوق أرضه ونستظل بسمائه، وهما أرض وسماء جعلهما الله مهبط الوحي ومثوى خير الأنبياء. ولهذا الوطن دين مستحق بأن نحافظ عليه، وندفع عنه كل ما يمس وحدته، فالوحدة الوطنية هي سياج الأمن، والأمن هو أساس كل شيء في حياتنا، الم يمتن الله على أسلافنا بأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف؟ وكذلك حالنا اليوم. من حق هذا الوطن ونحن نرى الأمن يتخطف من حوله ان نكون يدًا واحدة في حفظ أمنه، فالأمن هو عماد كل ما في حياتنا (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) "العنكبوت 67" (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا) "القصص من الآية 57". ما يدور حولنا جعل المنطقة تمر بفترة تاريخية من اخطر الفترات، منها ما يروج له الحاقدون ويبثه الشامتون من تمزيق وحدات الدول على أسس اقليمية أو طائفية، ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بأن نكون يدًا واحدة، ونوفي الوطن حقه المستحق بالحفاظ على وحدته، فقد يبدأ البلاء بشائعة لتتقبلها النفوس قبل الاقداع عليها، ولن يقبل مواطن شريف الانتماء في أي بلد أن يمزق وطن موحد الى دويلات صغيرة يسهل ابتلاعها، مهما كانت الاسباب، ومن يروج للاقليمية او الطائفية لا يريد خيرًا لنفسه ولا لغيره، هذا اذا احسنت النية ولم يكن ألعوبة في يد خارجية، وسيكون أول ضحية لها، فالخائن لوطنه لن يثق به من وظفه، ولا أحقر ممن يصافح يدًا معادية لتصفع وجه وطنه، ولا احقر من يد تمد لمن يكون ضد الوحدة الوطنية. ليس الاحتفاء باليوم الوطني ان يرتدي الرجال والنساء اللون الاخضر، ولا ان يسير الشباب بالسيارات في مواكب تعطل مصالح الناس، وهي حق اريد به باطل، بل الاحتفاء أن يكون بالعمل وبالبناء وبتلافي السلبيات كالبطالة وأزمة السكن وعدم اكتمال الخدمات الصحية، وبربط البلاد بشبكة طرق سريعة برية وحديدية وجوية تجعلها في إتصال وتواصل سريع، والاحتفاء يكون باكتمال الخدمات واستبطان الولاء للوطن في القلوب، والمساواة بين أبناء الوطن، وزرع حب الوطن بدءا من المراحل الابتدائية ليشعر كل فرد أن علم الوطن فوق رأسه، وأن الوطنية لا تفارق عقله ان أقام فيه وإن سافر، لقد مضى زمن منع التغني بالوطنية، واليوم لابد من غرسها في نفوس النشء مع اكتمال الخدمات العامة التي تجعل كل فرد مرتبطًا به، دون موازنات مع دول اخرى لا تملك ما نملكه من الرصيد التاريخي والاقتصادي ووحدة الدين والعرق. الوطن في يومه الوطني بحاجة ماسة الى تحويل الاقتصاد الريعي الذي انعم الله به الى اقتصاد غير ناضب بتنويع مصادر الاقتصاد، والوطن في يومه الوطني بحاجة الى شفافية في مواجهة المشكلات ايًا كانت بحلول فاعلة بعيدًا عن التصريحات والوعود الاعلامية، حفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، وكل عام والوطن في خير. Ibn_Jammal@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain