محمد سيد أحمد (أبوظبي) ويرى الأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة، أن عنف الملاعب بشكل عام، أو هذه الحالة على وجه الخصوص لا يكمن خلفها دافع نفسي، وهي سلوك عاطفي لحظي واستجابة فورية تُعرف بالعنف اللحظي، الذي لا يتسم بالديمومة والاستمرار، ويعود الشخص بعدها إلى وضعه الطبيعي. وقال: السلوك العدواني انفعالي لا يوجد فيه تعمد بقدر ما يرتبط بعدم قدرة الشخص على التحكم بانفعالاته، وعدم الاستجابة للاستفزاز، في غياب دوافع حقد أو كراهية، بالذات في الرياضة التي تسود قيمها دائماً، وحتى في حالة الخطأ يعود الشخص سريعاً ويعتذر، والمطلوب دائماً التوعية بضبط النفس في المواقف الصعبة، وعدم التهور مهما كان الموقف، لأن هناك الملايين يشاهدون هذه المباريات، والتوعية والتثقيف المستمر مطلوب للاعبين والجمهور في الملاعب. ويتفق محمد عمر الحكم الدولي ورئيس لجنة الحكام السابق، مع ما ذهب إليه العموش وقال: الأندية لها دور كبير ومهم في توعية اللاعبين، وبشكل خاص مديرو الفرق الذين عليهم أن يكثفوا من توجيه اللاعبين، بضرورة احترام الحكام والفريق المنافس، لأن كرة القدم فوز وخسارة، ومثل هذه الحالات المتهورة تكون في الذاكرة ولا تنسى بسهولة. وأضاف: نادي الإمارات مطالب بالجلوس مع اللاعب بصورة منظمة، لأن سلوكه لاإرادي، وهو لاعب معروف بأخلاقه العالية، وأعتقد أن الضغط وأهداف المباراة سبب مهم في خروجه عن حالته الطبيعية، وما حدث يجب أن يستفيد منه، ليس اللاعب وحده بل كل لاعبي الأندية، وهناك حالات مشابهة، والثقة كبيرة في أن اللاعب سيعود أكثر ثباتاً. من جانبه، قال فهد مسعود لاعب الوحدة السابق وإداري الفريق الأول الحالي، إن احترام المنافس واجب على لاعب كرة القدم، حتى أصحاب المهارة الذين يكونون أكثر عرضة للعنف، سواء خلال اللعب، أو ردة فعل على الاستفزاز بهذه المهارة، وشخصياً سبق أن تعرضت لموقف في هذا الاتجاه، عندما قمت باستفزاز فرهاد مجيدي ورد عليَّ في مباراة الرد، ومن ذلك الحين لم أتعمد أن أستفز لاعباً. وأضاف: الحالة موضوع القضية مرفوضة تماماً، وهي درس يجب أن يتعلم منه الجميع، وعلى لاعب الكرة في عصر الاحتراف أن يكون أكثر ضبطاً للنفس، ولا يتعامل بردود الفعل، أو يقوم بإثارة حفيظة المنافس، في حالة الفوز أو الخسارة، ونحن نعرف أن لاعب كرة القدم بشر، ومعرض للقيام بأفعال ليست من طبعه أحياناً، ولكن في كل الأحوال، فإن الانضباط مهم للاعب بغض النظر عن أحداث المباريات، لأن هذه من سمات اللاعب المحترف. وهنا أوجه رسالة لجميع لاعبي دورينا، بأن يتحلوا بتقبل النتائج، ولأصحاب المهارة ألا يتعمدوا استفزاز المنافس، ولتكون ممارستنا اللعبة بروح رياضية عالية، وهذا ما نحرص عليه في الجهاز الإداري لفريقنا مثلاً، بحيث نطالب الكل بالتفرغ للعب الكرة، والجيد أن اللاعبين يملكون عقلية احترافية عالية. وقال فهد مسعود: «أنا على يقين بأن أي لاعب يقوم بتصرف متهور يندم عليه، وعند مشاهدته ما قام به لا يصدق أنه قام بهذا الفعل، ومثلما يتم توجيه اللوم إلى صقر على ما قام به، فإنه يستحق الشكر على مبادرته بالاعتذار سريعاً. ونتمنى أن يكون ما حدث «عبرة» له وكذلك بقية لاعبي دورينا». يذكر أن واقعة صقر تسببت في خسارة مزدوجة لـ«فرقة الصقور»، إذ إن غيابه وتعرض الحارس الأساسي أحمد الشاجي لإصابة عضلية، يجعل الفريق يعتمد على خدمات حارس فريق 21 سنة.