بصيغة مرتابة تشير الأخبار المسرّبة غير المؤكدة إلى عمليات تلميع ستشرف عليها بعض الأندية الأدبية لمجموعة مثقفين بهدف تقديمهم كأعضاء مجالس إدارية معيّنين ضمن مشرع «نصف انتخابات ونصف تعيينات»، مستفيدةً من التصحيحات «الجهنّمية» الأخيرة للائحة الانتخابية التي اشتغل عليها نخبة من الأدباء. وإن صح هذا التلميح فإن الجبل تمخض فولد فأراً! قبل سنتين كتبت مقالة تحت عنوان «نص ونص» تقدمت عبرها باقتراح مماثل اعتبره بعضهم رجعياً، خصوصاً أنه يأتي في زمن المزاج الثوري العربي، لكنني كنت متحمساً له بسبب معرفتي بأن هنالك من كان يحاول أن يختطف أدبي الشرقية لصالح جهة ثقافية لا تمتّ له بأي صلة إلا بقدر صلتي باللغة اليابانية. ولقد استطاعت هذه الجهة مستخدمةً اللوائح ومتلاعبةً بالنظام على طريقة المحامين أن تصل لهدفها عبر تكتّل انتخابي غير نظامي جرتهم –لاحقاً- إلى منصة المحكمة، الأمر الذي جعلها تتسيّد الأدب الغريب عليها أصلاً. وكلنا يتذكر المشهد المضحك المبكي في الغرفة التجارية بالدمام أثناء التصويت، حين امتلأت القاعة بوجوه لم يشاهدها أحد من قبل في أروقة النادي، بل كان معظمها لا يعرف الطريق إليه! وحين كان الأمر ملتبساً إلى درجة أن الغذامي دافع عن الفائزين يومها دون أن يعلم بالتفاصيل كان لابدّ من إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل «أخونة» المؤسسة الثقافية التي يفترض أن تكون منبراً وطنياً غير منتمٍ. الآن، وقد انحسر إخوان الداخل المختبئون تحت جبّة الثقافة، لم يعد لهذه المخاوف معنى، إلا إن كانت هنالك مخاوف أخرى لها علاقة بثقافة الانتخابات نفسها، فهذا أمر آخر. أعتقد أنه لابد من دفع الانتخابات كاملةً، وما عدا ذلك سيكون ارتداداً ووصمة عارٍ في حق الناخبين والمنتخبين.