×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال يكثف تحركاته لحسم ملف المدرب الجديد

صورة الخبر

كنت بالأمس في فعالية «جولة قصر الحكم» الذي أشرفت على تطويره الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ضمن فعاليات اليوم الوطني، حقيقة هذا المشروع القديم بتاريخه المتجدد بتطويره تلحظ به من الوهلة الأولى في زيارته الأصالة في مفهومها الكامل المتمثل بالحصاد الحضاري لتراث أهل الرياض ثقافياً واجتماعياً وعمرانياً على مدى الحقب الزمنية التي مرت بها منطقة قصر الحكم، والملاحظة الأخرى هي المعاصرة التي عكسها التطوير كنتيجة حتمية للتفاعلات المستمرة للمقومات الحضارية التي حدثت للمنطقة والمرتبطة بحركة التاريخ متماشية مع متطلباته الحالية، حاملة عناصر التطوير ما تستطيع أن يتوافق من الحصاد الحضاري لتراثه والعاكس لهوية المنطقة منذ إنشائه. هذا الشعور لست وحدي من شعر به لكي لا يُفهم بأن مجالي العمراني هو من يقودني لهذه الاستنتاجات. ولكنه انعكس على شعور عائلتي معي. ورسالتي للزملاء المتخصصين خصوصاً مع انتشار الحركة العمرانية للمدن السعودية وتجديد التراث بها لابد من فتح الآفاق التي تستوعب هذه الحركة بالاطلاع والبحث والنشر لتقييم التجارب ومنها تجربة قصر الحكم ودفعها لتحقيق طموحات تطوير المناطق التراثية التي كانت نبعا فياضا من ينابيع العلم والمعرفة خصوصاً التخطيطية والمعمارية، وموردا من موارد الإنجازات الحضارية التي شملت العالم شرقه وغربه. حقيقة تحسب لهيئة تطوير الرياض بعد تطوير قصر الحكم وجعله كالبيت المفتوح يفتح أبوابه لكل فكر مجدد وكل عمل مبدع وكل إنجاز متطور، وبالتالي انعكس هذا على تطور العمران المحيط به من جهة. ومن جهة أخرى تعم الفائدة بتبادل الأفكار والمعلومات، وحتى لا تنتهي الأعمال المميزة كقصر الحكم إلى الجمود بإنشائها وعدم تفعيل الأنشطة بها دون استفادة حقيقية منها. وما شدني كذلك في هذه الزيارة موضوع الطابع والشخصية المحلية للعمارة النجدية، وذلك بخلاف تحجيم الأفكار الحالية بتقليد مماثل للعناصر العمرانية. فنرى في قصر الحكم الاستلهام والمحافظة والساحات المفتوحة والساحات المغلقة الموصلة بين الفراغات التي تؤدي إلى الارتقاء بفكر الشخص في مجال العمارة والتخطيط في موقف رهيب لن يشعر به سوى من زار هذا القصر بعد تطويره. باعتقادي ومن خلال جولتي في قصر الحكم أعتبر ما تم من تطوير رغم مرور أكثر من عقدين، وربما تلامس الثلاثة عقود على تطويره أن هذا هو الطريق إلى الارتقاء بالمستوى المعماري والحضاري للعمران السعودي من خلال القيم والقواعد التي رسمها توحيد الدولة السعودية الثالثة ومن قبلها المعايير الإسلامية. وهي ما انعكست على زوار منطقة قصر الحكم وعودة الروح للقلب النابض لمدينة الرياض.