بدأ العد العكسي لمناظرة أولى بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون الإثنين المقبل. ويتوقع أن تستقطب المناظرة ملايين المشاهدين وقد تؤدي هفوات المرشحين أو نجاحهم فيها إلى قلب نتائج السباق قبل ستة أسابيع ونصف الاسبوع على التصويت المقرِّر في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. واستعانت كلينتون بخبراء لشن «حرب نفسية» ضد ترامب. وتستمر المناظرة بين المرشحَيْن الإثنين المقبل 90 دقيقة، وتنظَّم في جامعة «هوفسترا» قرب نيويورك، ويمكن أن تحطم الأرقام القياسية لجهة نسبة المتابعة، وأن تتخطى عتبة الـ46 مليون مشاهد التي سُجلت في مناظرة بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه السابق ميت رومني في ٢٠١٢. وقد تكلِّف أخطاء من النوع الذي ارتكبه جورج بوش الأب بالنظر إلى الساعة خلال مناظرة مع خلفه بيل كلينتون، المرشحَ حظوظه في الرئاسة، التي يمكن أن يقضي عليها أيضاً الحضور الهزيل مثل الذي سجله ريتشارد نيكسون أمام جون كينيدي. وتعكس استطلاعات الرأي معركة ساخنة متوقعة بين كلينتون وترامب. ويرى خبراء أن كلينتون التي تحظى بخبرة واسعة لكن لا تثير حماسة كبرى، تواجه تحدياً أكبر من ترامب الشعبوي المعتاد على الإدلاء بأقوال تثير الصدمة ولا يتوقع منه أحد أن يكون مطلعاً بشكل جيد على ملفاته. وتستعد كلينتون للمواجهة بشكل دقيق عبر التدرب على مناظرات وهمية بالاستعانة بممثلين أو شخصيات تتحدث مثل ترامب، كما أجرت حملتها دراسات معمقة للمناظرات التي شارك فيها المرشح الجمهوري. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كلينتون وصلت إلى حد استشارة أطباء نفسيين لدراسة شخصية ترامب من أجل الاستعداد بشكل أفضل لمواجهته. وقالت كلينتون أخيراً إنها تستعد لـ «ترامبَيْن» في إشارة إلى وجهين محتملين لمنافسها، «أحدهما قد يحاول أن يعطي لنفسه ميزات رئاسية كما أنه يمكن أن يأتي لتوجيه إهانات لتسجيل نقاط». وقال ترامب لشبكة «فوكس نيوز»: «سأعاملها باحترام كبير، إذا قامت بالمثل»، مضيفاً: «سأنطلق من فكرة أنني أريد أن أعاملها باحترام كبير». ويبدو أن ترامب سيعتمد استراتيجية لمهاجمة مدير المناظرة الإعلامي في شبكة «أن بي سي» ليستر هولت، معتبراً أنه «ديموقراطي»، وذلك في محاولة لاستباق أي أسئلة محرجة واعتبار المناظرة منحازة قبل انطلاقها. وسيكون الشأن الاقتصادي والجدل الكبير حول أحداث شارلوت العنصرية والتجاذب بين الشرطة والأقلية الأفريقية، حاضرة بقوة في المناظرة. كما سيكون للأمن القومي والإرهاب والهجرة حيزاً مهماً بعد اعتداءات نيويورك وتعهد ترامب بوقف قبول أي مهاجرين من دول ترعى الإرهاب. وبينت الاستطلاعات الأخيرة لحاقَ ترامب بكلينتون بعد عارضها الصحي، وتقدُّمَه اليوم في ولايات أوهايو وكارولينا الشمالية ونيفادا، في مقابل تقدم وزيرة الخارجية السابقة في بنسلفانيا وفيرجينيا وكولورادو وتعادلهما في فلوريدا. ووقّع أمس 75 ديبلوماسياً أميركياً سابقاً بينهم نيكولاس بيرنز وويندي شيمبرلين، رسالة تحذر من وصول ترامب إلى الرئاسة وأثر ذلك السلبي على الأمن القومي. كما كشفت الرئاسة الأوكرانية أن حملة ترامب لم تردّ على دعوة الرئيس بترو بوروشينكو للقاء المرشح الجمهوري في نيويورك، بعدما كان بوروشينكو التقى كلينتون.