بعد توقف نحو خمس سنوات استعاد المسرح المصري جزءا من وجوده الدولي مساء الثلاثاء الماضي بعودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الثالثة والعشرين. ويمثل المهرجان - الذي اقيمت آخر دوراته في سبتمبر 2010 - حدثا سنويا فريدا للفرق المصرية والعربية لعرض تجاربها الجديدة والاطلاع على التجارب المتطورة في أوروبا والعالم الغربي. وتقام الدورة الجديدة في الفترة من 20 إلى 30 سبتمبر الجاري بمشاركة 16 عرضا أجنبيا و15 عرضا مصريا، فيما تقدم العروض على مسارح الهناجر والغد والطليعة والفلكي والعرائس وميامي ومتروبول ومركز الإبداع الفني والمسرح الصغير بالاوبرا ومسرح وزارة الشباب والرياضة. وقال سامح مهران رئيس المهرجان في كلمة الافتتاح مساء الثلاثاء بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية: «اليوم نعود كمؤسسة حيث أصبح للمهرجان مجلس إدارة وميزانية مدرجة في الموازنة العامة لوزارة الثقافة، كما أن إدارة المهرجان أسندت إلى سيدتين في سابقة هي الأولى من نوعها بما يؤكد مكانة المرأة المصرية وقدرتها الإدارية والإبداعية». وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمة الافتتاح: «عودة المهرجان تعني بالنسبة لنا الكثير.. تعني أنه اهتمام بالمسرح المعاصر وأنه انفتاح على العالم والتجارب المسرحية المعاصرة في العالم كله». وأضاف: «التجريب يعني في مضمونه التجديد والتغيير وأشد ما نحتاجه في مصر وفي منطقتنا العربية هو التجديد والتغيير، والمسرح المجدد دائما يعني الحرية وهذا ما نحتاجه في مواجهة أعداء الحياة، أنصار ثقافة الموت ودعاة الموت». وكرم المهرجان في حفل الافتتاح مجموعة من الكتاب والفنانين ورواد العمل المسرحي ممثلين في الكاتبة الكينية مومبي كايوجا والأكاديمي الصيني لو أنج والإماراتي محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح والمخرجة الأمريكية تورانج يجيازاريان والأكاديمي النيجيري فيمي اوشيفيسان والممثل المصري جميل راتب. وقال راتب (90 عاما) الذي صعد على خشبة المسرح لاستلام تكريمه فوق كرسي متحرك في كلمة وجهها لإدارة المهرجان والحاضرين: «هذا فخر وشرف لي». وأعقب حفل الافتتاح تقديم العرض الصيني (ثاندر ستورم) الذي تم اختياره بمناسبة الاحتفال بالعام الثقافي المصري- الصيني. وتقام على هامش المهرجان ست ورش عمل متخصصة لمدربين دوليين من تشيلي والولايات المتحدة والهند وباكستان بمجالات السينوغرافيا والإخراج والتمثيل والكتابة. كما يقام على الهامش أيضا معرض السينوغرافيين المصريين الثالث وينظمه المركز المصري للسينوغرافيين وتقنيي المسرح بمشاركة اكثر من عشرين مصمما مسرحيا. وألغى المهرجان بدءا من هذه الدورة مبدأ التنافس ومنح الجوائز اقتداء بمهرجانات دولية في أوروبا مثل مهرجان أفينيون الدولي للمسرح في فرنسا ومهرجان أدنبرة في اسكتلندا. يشار الى ان العروض المشاركة تم اختيارها من قبل لجنة مشاهدة تولى رئاستها المخرج الكبير عصام السيد وضمت في عضويتها الفنانة معتزة عبدالصبور والدكتورة إيمان عز الدين وأسماء يحيى الطاهر والناقد خالد رسلان والدكتور كرمة سامي فريد.