نستذكر في هذا اليوم عظم التضحيات التي خاضها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – لتوحيدها على منهاج القرآن وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وتجديد الفخر والاعتزاز فينا بما نحن عليه الآن من مكانة رفيعة تقدم للعالم نموذجاً من التطور والنماء. لقد سجل المواطن أمثلة من التفاني والولاء في خدمة وطنه على مختلف الأصعدة، ووقفت الأحداث شاهدة على مدى تلاحم المواطن مع قيادته الرشيدة في ظل وعيه بالإنجازات المحققة وتنعّم دولته بالأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله- بالرغم من الظروف والمتغيرات العالمية التي تحيط بنا. وقد واكبت القيادة الرشيدة المتطلبات التنموية لوطنها بمواصلة الإنفاق الحكومي على المشاريع التطويرية، ومنها المشاريع المائية التي حظت بمستوى غير مسبوق عالمياً في الإنفاق والتقنيات الحديثة، وواكبت تلك المشاريع تحقيق نسب مرتفعة من الأداء في الخدمات بفضل الله ثم متابعة وتوجيهات معالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة الشركة، وأعضاء المجلس. هذه المشاريع تضع تنمية قطاع المياه بتقنيته واستدامته ضمن أولويات الخطط الاستراتيجية؛ لينعم المواطن بما يحظى به من دعم حكومي للمشاريع المنفذة. وقد نجحت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في إنتاج (1.2) مليار متر مكعب في السنة، بنسبة زيادة بلغت (13%) عن العام السابق، كما بلغ إنتاج الكهرباء (37) مليون ميجا وات/ساعة في السنة، بزيادة بلغت (25%) عن العام السابق، وذلك من خلال تشغيل (28) محطة لتحلية المياه المالحة في الساحلين الشرقي والغربي، و(56) محطة ضخ. كما حققت المؤسسة زيادة في السعة التخزينية لتصل إلى (12.6) مليون متر مكعب، من خلال (285) خزاناً. وفي جانب تقديم الخدمة وضخ المياه في المدن الرئيسة التي تشرف عليها شركة المياه الوطنية (مكة المكرمة، والرياض، وجدة، والطائف)، بلغت كميات المياه التي يتم ضخها وتوزيعها في تلك المدن (4.3) مليون متر مكعب يومياً. وهذه الكمية يتم نقلها يومياً من خلال (26) ألف كلم من خطوط المياه الرئيسة والشبكات الفرعية، من خلال المشاريع التي نفذتها الشركة لزيادة حجم التغطية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لعملائها منذ إنشائها خلال العام 2008م، حيث نفذت (276) مشروعاً في قطاع المياه بتكلفة تجاوزت (9.4) مليار ريال. وفي قطاع الصرف الصحي (الخدمات البيئية) نفذت الشركة (284) مشروعاً بتكلفة تجاوزت (11.6) مليار ريال، ومن أبرزها زيادة مستوى التغطية وبناء منظومات متكاملة لنقل هذه المياه ومعالجتها، حيث تجاوزت أطوال الخطوط الرئيسية والشبكات الفرعية (13) ألف كيلو متر في المدن التابعة لها، فيما بلغت سعة محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي (2.5) مليون م3/يوم. كما وضعت القيادة الرشيدة رؤيتها لاستدامة التنمية في وطننا من خلال تحقيق تدابير مؤثرة لمشاركة القطاع الخاص في التنمية المستدامة، واستحداث اتجاهات استثمارية جديدة لتنويع الاقتصاد بما يعكس المكانة الرفيعة للوطن، وهو ما وجهنا إلى تفعيل سياستنا المائية والبيئية في قطاع المياه بما يتماشى مع التحول الوطني 2020م والرؤية المستقبلية للمملكة 2030م، والحرص على المشاركة الفعالة في توجهات الوطن المستقبلية بجملة من المبادرات والأهداف القابلة للتنفيذ، وذلك من خلال التوسع في المدن المستهدفة بالتخصيص بمشاركة القطاع الخاص. وارتفعت نسبة الخدمات الموجهة للسكان إلى 92%، وتوسعت الشراكات الاستراتيجية المحلية والعالمية في إنتاج المياه إلى 52%، مع زيادة إنتاج التحلية إلى (7.2) مليون متر مكعب يومياً؛ لصالح دعم التنافسية والخصخصة وتعميق التنوع الاقتصادي. ولم تغفل الدولة عن واجبها في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديه؛ فسخرت كافة الطاقات والإمكانات التي تطور الأداء كل عام بما يليق بسمعة المملكة ومكانتها الدينية كقبلة للمسلمين؛ فكان نجاح موسم حج العام الحالي شاهداً على حجم الجهود التي تقف خلفها، حيث تم ضخ أكثر من (18) مليون متر مكعب من المياه لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال الموسم. كما استحدثنا حزماً من الأنظمة الإلكترونية الحديثة لإدارة قطاع المياه بالمشاعر المقدسة، ومنها نظام (سكادا) الذي حقق توازناً في ضخ تلك المياه عبر أكثر من (900) كيلومتر داخل الشبكة العامة. وفي هذا الموسم، زاد المخزون الاستراتيجي من المياه عن السابق بنسبة 13%، بكمية وصلت إلى (2.6) مليون متر مكعب. يشرفني ونيابة عن زملائي أن أقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده –حفظهم الله ولكافة أبناء الوطن أجمل التبريكات، مقرونة بالوفاء والولاء، سائلاً الله أن يديم علينا أمننا واستقرارنا، ويمدنا بعونه وتوفيقه، وأن يسدد على دروب الخير خطانا.