نيويورك - وكالات - أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية أن المعارضة السورية عرضت رؤيتها بشكل شمولي وواضح، وأكد أن قطر ما زالت متمسكة بدعم الشعب السوري في سعيه لتحقيق آماله وتطلعاته. وأشار سعادته في اجتماع وزراء خارجية الدول الداعمة للمعارضة السورية بمشاركة وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى أن توافق المعارضة بشأن رؤيتها للحل يُفند دعاوى النظام السوري بشأن عدم وجود شريك جدي. وأوضح أن مشاركة المعارضة في العملية السياسية التي يدعو لها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا هي مشاركة مخلصة في سعيها إلى تحقيق الحل السياسي، وهي مشاركة فاعلة لأنها قائمة على أسس واضحة ومعلنة بدءاً بالرؤية الشاملة ووصولا إلى الأوراق الفنية التي تعالج المسائل التفصيلية، وهذا ما شهد به دي ميستورا. وأكد وزير الخارجية أنه "لن يكون للأسد ومن تلطخت أياديهم بدماء السوريين دور في مستقبل سوريا"، مؤكداً أن "الوضع الحالي غير قابل للاستدامة، ولذلك فسوريا أمام مفترق طرق إما الانحدار نحو قدر أكبر من الفوضى والإرهاب والتقسيم والمزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أو الخروج من الأزمة عبر إدراك ماهية أسبابها والتصدي لتلك الأسباب ومن ثم تحقيق الانتقال السياسي وفق بيان جنيف وبما يضع حداً للأزمة وسفك الدماء ويحقق تطلعات الشعب السوري". ورغم إقراره بأن الحالة في سوريا بالغة التعقيد، لفت سعادة الوزير إلى "أن المواطن السوري يريد سوريا تنعم بالسيادة والوحدة الوطنية، ويريد الحفاظ على الشعب السوري بجميع أطيافه ومكوناته، والحفاظ على مقدرات البلد وتراثه، ويريد دولة ذات سيادة وطنية مدنية ديمقراطية تعددية سلمية تقوم على أساس سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات، وهذا ما تنطوي عليه رؤية المعارضة لمستقبل سوريا، وهو ما ينبغي أن يسعى جميع أصدقاء سوريا إليه". ومن جانبه قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب إن بشار الأسد فقد شرعيته وسيطرته على الأرض، وأصبح يعتمد في بقائه على تدخل قوى خارجية، محملا إياه التدهور الذي وصلته البلاد. وأضاف حجاب خلال الاجتماع أن حل الأزمة السورية يكمن في تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة برفع الحصار عن المناطق في سوريا مشدداً على ضرورة أن يضمن المجتمع الدولي تنفيذ هذه القرارات. واستعرض رياض حجاب رؤية المعارضة الخاصة بمستقبل سوريا من خلال عملية تفاوضية تؤسس لمرحلة انتقالية تبدأ مع رحيل بشار الأسد، وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وصولا إلى الانتقال النهائي من خلال انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية. وأوضح أن هذه الرؤية تهدف إلى إنشاء منظومة حكم جديدة تصون وحدة البلاد وتحافظ على مؤسسات الدولة وتحقق التمثيل العادل لسائر أبناء الوطن.