أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران لديها «الرغبة السياسية» للتوصل إلى اتفاق مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس الثلاثاء. فيما، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي آشتون عن «تفاؤل حذر» لدى وصولها إلى مطار فيينا، حيث يعقد الاجتماع الذي يتوقع أن يستمر 3 أيام. وقال ظريف في فيينا أمس الأول الاثنين، بعد عشاء عمل مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «نعتبر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق ولقد جئنا إلى هنا برغبة سياسية للتوصل إلى اتفاق». واستؤنفت المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في فيينا أمس الثلاثاء بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يتيح حل الأزمة بين طهران والغرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن. وأضاف ظريف «إذا شاركت كل الأطراف في المفاوضات مع رغبة سياسية بالتوصل إلى حل، فسنحصل على نتائج إيجابية لكن هذا الأمر سيستغرق وقتا». والاثنين أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أن المفاوضات «لن تؤدي إلى نتيجة». فيما كرر ظريف القول إن وفده سيرفض التطرق إلى مسائل عسكرية، لا سيما البرنامج البالستي الإيراني كما طالب مسؤولون أميركيون. وأكد أن الموضوعين «غير مترابطين»، مضيفًا «ما نريده هو أن نثبت للعالم أن البرنامج النووي الإيراني ليس عسكريًا». من جهتها، قالت الولايات المتحدة إن المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست حول اتفاق طويل الأجل، يلزم طهران بتقييد برنامجها النووي ويرفع عنها العقوبات الدولية ستكون طويلة وشاقة ولا يوجد ما يضمن نجاحها. وجاء هذا التعليق من مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته عشية أول جولة من مفاوضات على مستوى عالٍ منذ أن أبرم الجانبان اتفاقا مؤقتا في 24 نوفمبر يقيد بعض انشطة طهران النووية في مقابل تخفيف محدود للعقوبات. وقال المسؤول بالإدارة الأمريكية للصحافيين في العاصمة النمسوية «الأيام القادمة هذا الأسبوع هي بداية ما سيكون عملية شاقة وصعبة وطويلة». وأضاف «عندما تكون المخاطر عالية بهذا الشكل ويكون الشيطان في التفاصيل فعلًا فإنه ينبعي التريث لضمان ثقة المجتمع الدولي في النتيجة». وتابع «في هذا الوضع فإن ذلك لا يمكن أن يحدث في يوم أو أسبوع أو حتى شهر». لكن المسؤول الأمريكي أشار إلى استعداد أمريكي محتمل لحل وسط بشأن أكثر المسائل المثيرة للخلاف في جولات المفاوضات الثلاث التي أدت إلى اتفاق مع إيران، وهو مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، والذي قد يستخدم يومًا ما لإنتاج البلوتنيوم عند درجة يمكن استعماله في الاسلحة. وانطلقت أمس الثلاثاء في فيينا مفاوضات شاقة بين إيران والدول الكبرى بهدف التوصل إلى تسوية نهائية لنزاعهما حول ملف طهران النووي، فيما تستمر الشكوك والريبة بين الطرفين. والرهان كبير خلف هذه المفاوضات إذ أن التوصل إلى اتفاق نهائي سيسمح بتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة المقطوعة منذ 35 عامًا وسيبعد الخيار العسكري الذي لوح به مؤخرًا من جديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وعلقت طهران عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% التي تعتبر مرحلة مهمة للتوصل إلى التخصيب بمستوى عسكري (90%). والمطلوب الآن تحويل خطة العمل هذه التي دخلت حيز التنفيذ في 20 يناير تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني بشكل لا يترك مجالاً للشك.