×
محافظة المنطقة الشرقية

رأس تنورة تزين شوارعها وتزرع 50 ألف زهرة احتفاء بالعيد

صورة الخبر

تحقيق: محمد إبراهيم شهدت مسارات تطوير التعليم على مستوى العالم أشكالاً وملامح متنوعة، ركزت جميعها في مضمونها على إثراء المهارات الطلابية، والبيئة المدرسية، وتحقيق درجة عالية في جودة المخرجات، تستطيع أن تواكب متغيرات التعليم الحديثة، وتحاكي في الوقت ذاته مجتمع المعرفة واقتصاده واتجاهاته وأهدافه كافة. ولعل دمج المواد الدراسية، كان الأهم ضمن تلك الأشكال، إذ يمثل مساراً تكاملياً مهماً، في توجهات التعليم المستقبلي، الذي يركز على مواكبة المستجدات، إذ تعول عليه النظم التعليمية في 3 جوانب أساسية، تتمثل في تهيئة الطلبة للتعامل مع مجالات الحياة كافة، وتحقيق الواقعية في تعليمهم، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام المعلم لتطوير ذاته باستمرار، وتحسين مخرجات التعليم. والمتابع لمسارات تطوير التعليم في الإمارات، يجد أن وزارة التربية والتعليم، جسدت خطوات واقعية وفاعلة، في هذا الاتجاه، ضمن خطتها الشاملة لتطوير النظام التعليمي، تحت مظلة المدرسة الإماراتية، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، إذ دمجت مواد التاريخ، والتربية الوطنية، والجغرافيا، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والمحتوى، وتطبيق المعارف، تحت مسمى الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، فضلاً عن دمج الكيمياء والفيزياء والأحياء والجيولوجيا، في العلوم. في وقت أكد خبراء وتربويون، أن المناهج التقليدية المنفصلة غير قادرة على مواكبة مختلف التطورات، وأن إهمال الفروق الفردية يعتبر أهم عيوبها، ولفتوا إلى أن تنمية التفكير النقدي أبرز مزايا المواد المدمجة، إضافة إلى وجود 9 آثار إيجابية لتكامل المواد. وفي وقفة مع أهمية الدمج في نظم التعليم الحديث، التقت الخليج عدداً منهم، للوقوف على آثار دمج المواد على مستويات الطلبة والمخرجات، فضلاً عن المعلم ودوره في المرحلة المقبلة، والعملية التعليمية وما يطرأ عليها من تغييرات. البداية كانت مع الخبير الدكتور مجدي إسماعيل، أستاذ المناهج وطرق التدريس، الذي أكد أن أهمية دمج المواد الدراسية، تستند إلى 3 عناصر أساسية في المنظومة التعليمية،الأول، الطالب الذي يستطيع من خلالها، تطوير مهاراته والتهيؤ للتعامل مع مجالات الحياة المختلفة، ويصبح تعلمه أكثر واقعية.الثاني، المعلم، حيث يتيح الدمج الفرصة أمامه للتطوير باستمرار، في كل المجالات وزيادة فرصة الاتصال مع زملائه، وأخيراً، التعليم، إذ يسهم الدمج في تحسين مخرجات التعليم بمراحله كافة. وشرح مشكلة منهاج المواد المنفصلة، قائلاً: إنها تلك التي تدرس بمعزل عن المواد الأخرى، مثل الجغرافيا والأحياء والتاريخ...، وتركز على نقل المعرفة للطالب بترتيب معين من الماضي إلى الحاضر أو من السهل إلى الصعب، ولا تراعي اهتمامات الطلبة واحتياجاتهم. 6 عيوب ورصد 6 عيوب للمناهج المنفصلة، تلخصت في أن المعلم في تلك المناهج محور العملية التعليمية وليس الطالب، ويهتم بنقل المعارف للطلبة ويهمل الجوانب الوجدانية، ولا يراعي اهتمامات الطلبة واحتياجاتهم، ولا الفروق الفردية، فضلاً عن أنها تشتت الطلبة بسبب الفصل بين المواد الدراسية، ولا تهتم بتطورات المجتمع وحاجاته، ويقتصر التقويم فيها على المعارف والمعلومات، ويهمل الجوانب الأخرى. وأكد أنها لم تعد قادرة على مواكبة التطورات المختلفة في العصر الحديث، لذا كان ينبغي إيجاد مناهج بديلة لها، تواكب المتغيرات المتسارعة في التعليم على مستوى دول العالم، وتتقن لغات مجتمع المعرفة واتجاهاته ومساراته وأهدافه، وتواكب في الوقت ذاته متطلبات سوق عمل المستقبل، وما يحمله لنا من وظائف وتخصصات لم نعلمها بعد. مفهوم التكامل ومن وجهة نظر أخرى، أوضح الدكتور محمود كامل، أستاذ المناهج وطرق التدريس، مفهوم التكامل في المنهاج، قائلاً: يعرف التكامل في المنهاج أو ما يعرف بالدمج بين المواد الدراسية، بأنه تدريس المواد الدراسية دون الفصل بينها، وهذا لا يعني أن معلم اللغة العربية يدرس مادة الرياضيات، ولكن طرح المواضيع الدراسية، بحيث لا يكون هناك فصل أو تكرار لها. وعن كيفية تحقيق معلمي الصف نفسه الدمج بين المواد الدراسية، قال: يقوم معلمو المواد المختلفة للصف نفسه بالاجتماع والتخطيط معاً، بحيث يعرضون الأهداف المشتركة بين المواد الدراسية، لتدريسها وحدة واحدة دون تجزئة، وتوحيد الأهداف والمسارات لتجنب التكرار والحشو. منهاج المواد المترابطة ولخص التكامل في المنهاج، في 4 أنواع، يتمثل الأول في منهاج المواد المترابطة ويقصد به ربط المواضيع المتشابهة بين المواد، ولكن دون إزالة الحواجز بينها، ومن الأمثلة عليها، ربط المعلومات القديمة بالجديدة في الدرس، مضيفاً أنه ظهر نوعان للربط تلخّصا في الربط العرضي، ويكون دون تخطيط مسبق، يجتهد المعلم في تحقيقه دون منهجية مسبقة، فضلاً عن الربط المنظم، الذي يتم بناء على تخطيط مسبق. وأفاد بأن النوع الثاني يحاكي منهاج الإدماج، ويقصد به دمج أكثر من موضوع في مادة واحدة، وهو نوعان، الأول الدمج الأفقي، ويعني الدمج بين موضوعات ذات عناصر مشتركة في الرياضيات والمهني والعلوم مثلاً من نفس الصف، والثاني الدمج العمودي، الذي يحاكي في مضمونه، التوسع والتعمق في المفهوم، كلما ارتقى مستوى الطالب إلى صف أعلى. أما الثالث فيتمثل في منهاج المجالات الواسعة، الذي يعد وسيلة أخرى لتعديل منهاج المواد الدراسية المنفصلة، حيث يحاول أن يقرب الكثير من الحدود الفاصلة بين المواد الدراسية وجعلها في تنظيم واسع لهذه المواد، وقد تطور هذا المنهاج وأصبح مجموعة من الخبرات الضرورية للحياة في المجتمع الذي يعيش فيه التلاميذ. الطريقة اللفظية وفي مقارنة دقيقة بين المناهج المنفصلة والمتكاملة، شرح الأستاذ الجامعي الدكتور وافي حاج ماجد، اختلاف الأهداف والمجالات ومعدلات المعرفة والمحتوى المعرفي للمواد، حيث إن الأهداف المعرفية للمناهج المنفصلة، يضعها المعلمون ويحققها الطلبة، وتركز مجالات التعلم على المجال المعرفي دون الاهتمام بالمجال الانفعالي والمجال النفسي الحركي، وتكون المعرفة بالدرجة الأولى لنقل التراث من جيل إلى آخر، ويتكون المنهاج من المقررات الدراسية وتتدرج بصورة يمكن للطلبة حفظها. وأضاف: تستخدم طريقة التدريس اللفظية، خلال المحاضرات لإعطاء المعلومات خلال وقت محدد، ويقتصر دور المعلم على تحديد الوجبة المعرفية التي تقدم للطلبة، ويظهر دوره سلبياً، فعليه حفظ ما يلقى عليه من المعرفة، وتقتصر مصادر التعلم على الكتب الدراسية المقررة، ولا تراعي تلك المناهج الفروق الفردية لأن المواد الدراسية تطبق على جميع المستويات، والتقويم فيها يكون للتأكد من أن الطلبة يحفظون المواد الدراسية، والمفردات مطابقة للمنهاج، وثابتة وغير قابلة للتعديل. وبحسب وقفته مع المناهج المتكاملة، قال الدكتور وافي، إن أهدافها تشتق من خصائص المتعلم وميوله وتصاغ على شكل أهداف سلوكية، وتهتم مجالات التعلم بالنمو المتكامل معرفياً وانفعالياً ونفسياً وحركياً، والمعرفة فيها تهدف إلى مساعدة المتعلم على التكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية، ويتكون محتوى المنهاج من الخبرات التعليمية التي يجب أن يتعلمها الطلبة ليبلغوا الأهداف، فضلاً عن أن طرق التدريس تلعب دوراً غير مباشر في حل المشكلات التي يتمكن المتعلم من خلالها من الوصول إلى المعرفة. وأضاف أن دور المعلم يركز على مساعدة الطلبة على اكتشاف المعرفة، وفي المقابل يكون للمتعلم الدور الرئيسي في التعلم، فعليه القيام بكل الواجبات التعليمية، وتتنوع مصادر التعلم، كالأفلام والكتب ووسائل الإعلام الأخرى، فضلاً عن مراعاة الفروق الفردية من خلال تهيئة الظروف المناسبة لتعلم التلميذ حسب قدراته. 9 آثار إيجابية وعن الآثار الإيجابية لتطبيق تكامل المنهاج في العملية التعليمية التعلمية، رصد مايكل سيبر يانو مدير مدرسة دبي للتربية الحديثة، 9 آثار تتمثل في: الارتباط بالحياة وبالمجتمع، ومراعاة مبدأ التكامل بين المواد الدراسية، والطالب محور العملية التعليمية كلها، ويتمتع بحرية خلال العملية التعليمية في المشاركة برأيه في اختيار الموضوعات والمشكلات المطلوب دراستها، فضلاً عن العناية بالأنشطة التعليمية التي يراعى أن تأتي متعددة ومتنوعة، ووضوح الأهداف التربوية، والعناية بالخبرة التربوية المتكاملة، بوصفها وسيلة جيدة لتحقيق أهداف التربية، وعملية التقويم تقوم على أساس نشاط الطلبة وسلوكهم، وأن تكون مستمرة، وتوفير الوقت والجهد. من جانبه قال معلم الفيزياء والخبير في علم الروبوت أيمن النجار، إن الوزارة تنهج نهجاً جديداً في تطوير المناهج، ما يسهم في إحداث نقلة نوعية، تواكب مسارات التعليم الحديث عالمياً، فضلاً عن مواكبة سوق العمل ومتطلباته المستقبلية، حيث لم يعد الطالب مجرد مستمع خلال الدراسة، سلبي ومتلق، بل إن الدمج، يسهم في أن يكون أكثر إنتاجاً وتفاعلاً، حيث إن محتواها تفاعلي قائم على التفكير الإبداعي والنقدي، وعلى صلة مباشرة بالواقع والأمور الحياتية، وتتناول موضوعات متنوعة تتضمن التنمية المستدامة للمعرفة، ومفاهيم اقتصاد المعرفة، ومنتجاته وأهميته في المجتمعات ونهضتها. معايير وطنية وأضاف أن منهاج العلوم بني وفق معايير التعلم الوطنية، ما يوفر للطالب أحدث المصادر التعليمية المتوافرة عالمياً، ويوفر فرصاً لرفع مستويات أداء الطلبة في الاختبارات الدولية TIMSS PISA، التي تستهدف مهاراتها في منهجي العلوم المطورة والرياضيات، مضيفاً أنها إصدارات علمية عالمية ذات طابع إماراتي محلي تحقق مفاهيم التكاملية بين المواد والمراحل الدراسية، وأوعية تعليمية متوافقة مع متطلبات العصر من حيث الابتكار وحاجات سوق العمل وتتوافق مع مهارات القرن 21. وأوضح أن المنهاج الجديد لمادة العلوم احتوى تحديثاً في الأوعية التعليمية وجعلها تفاعلية تمثل حاجة الطلبة ومتغيرات العصر، حيث إنها مبنية وفق معايير المناهج الوزارية، ودمجت أوعية الطالب والكتاب والتمارين جميعها في كتاب واحد وتقسيمها على ثلاثة فصول دراسية، ما يسهم في عدم تشتت الطالب واندماجه في علومه دون عناء. خطوة مهمة أما معلمة الاجتماعيات أميرة حرب، في مدرسة عجمان، ترى أن دمج المناهج، خطوة مهمة على طريق مجتمع المعرفة، إذ تسهم في تنمية مهارات الطالب، وتحل إشكالية الحفظ والتلقين التي شاعت في نظام المناهج المنفصلة، وأثرت سلباً في المخرجات، موضحة أن بناء منهج الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، جاء وفق معايير الإطار العام لمعايير المناهج الوطنية ونواتجه، فضلاً عن الاستناد إلى حزمة أهداف تتلخص في ترسيخ ثقافة القراءة لدى الطالب سواء الذاتية أو الموجهة، تحقيقاً للمبادرات الوطنية في مجال القراءة، وتعزيز شعور الطلبة بالانتماء والولاء لبلادهم ومجتمعهم، وتمسكهم بقيمه وأخلاقه، من خلال فهم العوامل والمقومات التي أسهمت في تشكيل هويته الوطنية. وأضافت أنه تم الانتقال في الصفوف 9 - 12 من الشكل المتعارف عليه الذي كان يعتمد على كتب الطلبة، إلى المنهج القائم على القراءات الخارجية من مصادر متعددة، ما يعزز دور الطلبة في البحث الذاتي عن المعارف والخبرات. وأوضحت أن كتاب بقوة الاتحاد جاء من نصيب طلبة الصف 12، وتخصص لطلبة الصف الثامن كتاب ومضات من حكمة للقراءة الحرة والجزر الثلاث المحتلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للصف 11، والفيدرالية في الإمارات النظرية والواقع والمستقبل للصف 10، ولطلبة الصف 9 كتاب رؤيتي وبصمات خالدة، والصف8، ومضات من حكمة أقوال وحكم مختارة لمحمد بن راشد. إتاحة فرص للتعلم أكدت معلمة الاجتماعيات أميرة حرب، أن النقلة جاءت في طريقة عرض محتوى المنهج، حيث تهدف إلى إتاحة فرص للتعلم الذاتي والمستمر، واكتساب الطلبة القدرة على حل المشكلات، واتخاذ القرار، ومهارات المناقشة وتقبل الآخرين، وتمكين الطلبة من معالجة البيانات من مصادرها المتنوعة، والتعبير عن المعلومات والأفكار وتفسيرها، وتحديد أفضل الأساليب للعمل في قضية ما، ومن ثم استخلاص النتائج، وتعزيز العمل التعاوني الذي يشجع على الاستماع الجيد لوجهات النظر المختلفة، وتمثيل وجهات نظر الطلبة الخاصة والتعبير عنها بطريقة سليمة وحضارية. الشخصيات الوطنية يركز منهاج الدراسات الاجتماعية على إبراز دور الشخصيات الوطنية في الأحداث والتطورات المهمة في العالم، ودورها في تشكيل المجتمعات الأخرى في المنطقة خلال فترات زمنية مختلفة وفي مواقع متعددة، حيث يحتوي على ثلاث مجموعات من الكتب، تتمثل في القراءة الذاتية، التي تعد المصدر الرئيسي للحصول على المعارف والخبرات، والكتاب التفاعلي، الذي يوجه الطلبة خلال بحثهم عن المعارف في كتب القراءة الذاتية، وكتاب النشاط الذي يقدم للطلبة مصادر إضافية للقراءة من شأنها إثراء معلومات الطلبة في هذا المجال.