إذا كنت مستجداً على منتديات التواصل الاجتماعي، فلا تُصدم بمنطق بعض المتحاورين، أو سلاطة لسان بعض المُغردين، أو ضيق فهم أصحاب العقول المُغلقة حتى لا تُصاب بخيبة أمل وتستسلم كما استسلم زعيم الأمة المصرية سعد زغلول لضياع عمره في نضال لم يُحقق منه إلا الخيبة، فقال لزوجته: « غطيني وصوتي ياصفية .. مافيش فايدة»!! *** لذا لم أقف كثيراً عندما علق أحد المغردين على تغريدة من تغريداتي قلت فيها: [الأدب والفن والموسيقى هي غذاء العقل والقلب والروح .. وهي الأساس الذي تقوم عليه تربية وتهذيب الفرد، بَل والمجتمع] واعتبر ما قلته نقيصة أخلاقية لامني عليها، وعدَّها سوء أدب وأخلاق، لأنني جعلت من الأدب والفن والموسيقي متطلباً لتربية الجيل، ولأنها تأتي من «شايب» مثلي!! **** كل ما في الأمر أني أرثي لأصحاب هذا النوع من التفكير، خاصة إذا ما كانوا من الشباب الذين ينتظرهم كثيرٌ من التحديات الجسيمة. لكنني أعذرهم فهم نبتة شاذة لبذور زُرعها بعض دعاة، تراجع كثير منهم، واعتذروا عما فعلوه، لكنهم تركوا بعض شبابنا يتخبطون في مفاهيم بالية زرعوها كنبتٍ شيطاني غريب في بيئة كانت دائماً مناراً للفكر الوسطي الجميل. **** وأخيراً .. أعي مدى خطورة هذا الفكر المتطرف، بكل أسلحته من الألفاظ التي يعفُّ عنها المسلم الحق، لكني أتمثل تجاهها بقول الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ( لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يخدعُني )، وأخرج في النهاية بفائدة مزدوجة تتمثل في مقال لقرائي .. ومكافأة نقدية عن المقال أتسلمها من صحيفة المدينة. #نافذة: هناك عقول أُختطفت وسُكب داخلها مفاهيم شاذة، ثم أُغلقت وكُتب عليها «ممنوع الاقتراب»!!. nafezah@yahoo.com