ما منا إلاّ ويود أن يكون له مستشار أمين أو ناصح، يبث له همومه، ويتحدث له عن شكواه، انتظرونا أسبوعياً مع المستشار الأسري الدكتور غازي الشمري، ليضع اليد على المشكلة وتجدون الحلول بإذن الله. *تغريدات: * لا تكن متقوقعا في حزنك خذ لك من الورد درس التعايش انظر كيف يهدي الأنوف شذاه وعبيره رغم أنه مغروس بين خليط الروث والأسمدة..! * قد لا نستطيع تغيير الواقع من حولنا لكننا نستطيع تغيير نظرتنا إليه قال النبي صلى الله عليه وسلم «إنما العلم بالتعلم..». * الزوجة الصالحة في عز جرحها تداويك، وفي عز ضعفها تقويك، وفي عز حاجتها تعطيك، وفي عز ألمها تبتسم لك، وفي عز شتاتها تلملمك..! * لا تهدموا بيوتكم من أجل خطأ قابل للتعديل والتصحيح ..! * مع الأسف هناك من يعامل شريك عمره ونصفه الثاني بالتقسيط ..! المشاعر، العناية، الراحة إلخ فقدان حلاوة الإيمان • أشعر بفقد حلاوة الإيمان، آمل أن أجد عندكم ما يعينني على إيجاد ضالتي. - من قبل اشتكى الصحابة، ما اشتكيت، فقال لهم المعلم الأول:»لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن ساعة وساعة» أخرجه مسلم (2750). الشريعة لم تكن إشراقاً وعرفاناً محضاً، بل جاءت تنظم شؤون الحياة، وتحفظ للقلب قدراً من الصفاء، وتستعين بصفاء القلب هذا على تجاوز عقبات التكليف بالخلافة في الأرض، فينعكس على حسن المعاملة مع الزوج، والتلطف مع الولد، والتسامح مع الصديق، بل ومع العدو، والتعالي عن الصغائر، والهمة في الإقلاع عن الذنوب وعدم الإصرار عليها. لو لم يكن لك قلب لما شعرت بفقده، والميت لا يتألم، لكن شكواك ترجع إلى أسباب، ربما :أ- حالة الإشراق الإيماني الأولى كانت قوية، بحيث عز عليك خفوتها أو تراجعها.ب- معاناة حادثة تقلق بالك من زوج، أو صديق، أو من أطوار النفس وتلوُّمها وتلجلجها وظلماتها. وقد تكون فقدت بعض أصحابك الذين كانوا يشاطرونك الهم، فشعرت بالغربة في بيداء الحياة. فالتمس قلبك أيها الحبيب عند القرآن فبذكر الله تطمئن القلوب، قراءة واستماعاً وتغنياً وتأملاً، وتذكر عند ذلك من تكلم بهذا القرآن وأوحاه إلى عبده، وأنه يخاطبك، ويوجهك، ويناديك، ويتحبب إليك، وهو عنك غني، وأنت إليه فقير. والتمس قلبك عند القبور حيث ترقد بقايا الأجساد الصامتة، وإن كانت تتحدث بأفصح لغة وأصدق لسان. والتمس قلبك عند رؤية أصحاب المعاصي الغافلين، لا يرعوون ولا يعتبرون. والتمس قلبك عند الموعظة.. أتلهبه سياطها أم حاله كما قال الهالكون: «سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين! « [الشعراء : 136].وأكثر الاستغفار، واعلم أنه لن يدخل أحداً الجنة عملُه، إلا أن يتغمده الله برحمته. أعاني مللاً شديداً • أعاني من ملل شديد، فأنا امرأة متزوجة منذ ستة شهور، والآن حامل -والحمد لله- وزوجي يحاول تسليتي، ولكني أتمنى لو أنني عزباء من هذا الضجر الذي أواجهه، لقد كرهت نفسي وكرهت الناس من حولي وأتمنى الخلاص من هذه المشكلة، وأن أجد ما يؤنس وحدتي، فوحدتي تقتلني، وكم أشعر بضيق وألم في صدري، أتمنى من أكلمه وأفرغ ما في صدري من كآبة.. أرشدوني ماذا أفعل؟ - تؤكد الدراسات الطبية أن الاكتئاب يصيب امرأة من كل سبع نساء قبل الولادة، ويطلق الباحثون على هذه المشكلة مصطلح «اكتئاب ما قبل الولادة». وذهب هؤلاء إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قالوا: إن هذا الاكتئاب مصدره الطفل نفسه قبل الولادة، أي عندما يشعر الطفل بأنه على وشك مغادرة المكان الذي عاش فيه تسعة أشهر، عندها يشعر بالخوف والاكتئاب فينقل هذا الشعور إلى أمه، وعلى الرغم من عدم وجود حقائق مؤكدة حول هذه المسألة، فإنها تظهر بوضوح خلال الأعداد المتزايدة من النساء اللواتي يصبن بها. من المعروف عزيزتي أن المرأة الحامل تمر أثناء فترات حملها بعدة اضطرابات هرمونية؛ نتيجة تغيرات فسيولوجية تطرأ على جسمها طيلة مدة الحمل، وهذا بدوره يؤثر بشكل أو بآخر على حالتها النفسية.. وإن كانت بعض النساء يستطعن التأقلم مع هذه التغيرات والاعتياد عليها بشكل طبيعي، إلا أن البعض الآخر إذا تعرضن لظروف وحوادث قاسية إلى جانب قلة النوم والراحة؛ فإنهن يصبن بالاكتئاب؛ وهو ما حدث معك في فترة الحمل. الملل هو نتيجة الشعور بالاكتئاب، لكنه أيضا واحد من مسببات الاكتئاب مازلت في الشهور الأولى، وهنالك كثير للقيام به من تحضيرات، لكن أهم هذه التحضيرات هي التهيئة النفسية، أتمنى أن تختاري طبيبة نسائية جيدة، تحدثينها عن مخاوفك، وتطلبين مساعدتها، وتأخذين مشورتها وأن تختاري عددًا من الكتب والمراجع عن الحمل وعوارضه، وكيفية التعامل معها لتساعدك على التعرف، وبالتالي على التأقلم مع وضعك الجديد.. إنه من الخطر أن تستسلمي لهذه الحالة، أو أن تقنعي نفسك بأنك مريضة؛ لأن هذه النفسية الانهزامية ستؤدي إلى تمكن هذه الأشياء منك، وبذلك لن ينفع معك أي علاج، حاولي ألا تستسلمي؛ لأن هذه حرب يشنها الشيطان عليك حتى لا تكوني مسلمة تخدم الإسلام والمسلمين، واعلمي أن اليأس أو الإحباط ما هو إلا وهم تمكن منك، حيث إن المسلم الفاهم لا يعرف اليأس أبداً، حتى وإن أصابه لا يستسلم له، وإنما يحرص على تغيير نفسيته وواقعه، ويأخذ بالأسباب، ويترك النتائج على الله.. بارك الله فيك وتقبل نيتك ورفع همتك، وزادك حرصا على طاعته ورغبة في رضاه، وجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. لغة الحوار • أرشدوني إلى الحل المناسب، فمشكلتي مع زوجي في لغة الحوار رغم مرور عشرة شهور على زواجنا. - لنجاح الحوار فإنه على الزوجة أن تختار المكان والزمان والعبارات المناسبة عند الحديث مع الزوج؛ لأن اختيارها مهم في تقبل الآخر للحوار، فمثلا لا حوار عند الأكل أو النوم أو حتى مشاهدة برنامج، بل ولا عند تصفح الجريدة؛ لأن الحوار ستكون نتائجه سلبية. وكأن السائلة تقول متى يكون الحوار؟ أقول المرأة الذكية اللماحة تعرف متى يكون زوجها معتدل المزاج غير منشغل عنها، ومقبل بكل جوارحه إليها عندها بعبارات جميلة مهذبة بعيدة عن الخطاب الحاد أو ما يسمى خطاب الند للند عندها يكون الحوار إيجابيًّا مثمرًا لأن الزوجة الحنونة المتسامحة اللطيفة في حوارها تستطيع كسب زوجها لصالحها، وأنا أظنك تحملين هذه الصفات. ذكرت أنك متزوجة منذ عشرة أشهر فقط وهذه هي المدة التي غالبا ما يختبر فيها الزوج زوجته ليتعرف على صفاتها فيفتعل بعض المواقف ليتعرف هل هي جادة -أمينة على ممتلكاته- تتحمل المسؤولية-.إلخ من الصفات التي يرغب أن تتصف بها، وأضرب لك مثالاً على ذلك عندما يقول: أنا لي الحق في الدراسة في أماكن مختلطة وأنت لا لأنك بنت قد لا يكون هذا هو السبب الحقيقي، ولكن لعله يريد أن يعرف هل تستهويك الأماكن المختلطة بالرجال أم أنك تنفرين منها وتحبين الستر، أو قد يكون السبب أمر آخر هو أنه يحبك ويغار عليك ولا يريد لأحد أن يراك غيره، ولا يريد التصريح بذلك وأنت تصرين على الأمر لأنك لم تفهمي منه إلا أنه يقارن بين الذكر والأنثى. أوصيك وأنت في بداية حياتك أن تحرصي على بيتك وزوجك قربة وطاعة لله، وأن تقدمي له كل ما تستطيعين من النصح والأمانة، وأن ترجي ثواب ذلك من الله، وتمثلي في حياتك هذه الآية الكريمة قال تعالى: «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا» [الإنسان:9-12]. رزقنا الله وإياكم ما وعد ربنا سبحانه في هذه الآيات الكريمات آمين. زواج دون قناعة • تزوجت وأنا غير مقتنع بها وقد أخبرتها بذلك، فكانت تبكي كثيراً عندما أقول لها هذا الكلام. وبعد ذلك بدأت أدخل بعض المواقع الإباحية في الإنترنت، وكنت أرى الفنانات والممثلات؛ وذلك لأنني لم أجد في زوجتي ما يطفئ شهوتي، ويبعدني عن النظر إلى النساء الأخريات. والآن أنا في حيرة من أمري. أرشدوني ماذا أفعل؟ - عند ما يشعر الزوج بأن هناك مشكلات بينه وبين زوجته فعليه أن يسعى في حلها بالطرق الشرعية والآداب المرعية، فإن انتهت المشكلات وتم حلها فالحمد لله، وإن لم يحصل ذلك واستطاع الصبر والتحمل فالحمد لله ولك الأجر على ذلك، وإذا لم تتحمل ورأيت أن ذلك يؤثر على علاقتكما فإن الله يقول:»إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». ولعل المفارقة بدون أذى خير لك من الإساءة والأذى. إن مقارنة الزوجة بالمغنيات والفنانات وعارضات الأزياء من سقط المجتمع وعالم الرذيلة غير صحيح لأن من يحب ذلك شكلاً لا يرضاه على الحقيقة، ثم هؤلاء فاشلات، ولذا تراهن يشتغلن بالفاحشة، ووراء ذلك كله اليهود الذين يسعون في إفساد العالم. كما تعلم فإن الكمال متعذر، والإنسان يكتنفه النقص من كل جهة، وهو بحاجة إلى من يقبل إحسانه ويتحمل زلته وتقصيره، وهو بين الأزواج أولى.