غزوان الحسن- سبق- الرياض: انطلقت فعاليات اليوم الرابع للنشاط الثقافي لمهرجان التراث والثقافة الجنادرية 29 بندوة حول الدبلوماسية السعودية والمتغيرات الإقليمية والدولية. وقال عضو الاتحاد الدولي للمحامين في باريس الدكتور خالد أبوبكر إن الدبلوماسية السعودية تتمتع بمبادئ راسخة لم تتغير منذ نشوئها تمثلت بالانسجام مع مبادئ الشريعة الإسلامية، باعتبارها دستوراً في العمل الدبلوماسي من أجل السلامة والعدل، وإن ما تقوم عليه الدبلوماسية السعودية هو إدانة ورفض للإرهاب العالمي بكافة أشكاله وأساليبه، والتأكيد على براءة الإسلام من الإرهاب والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية بالمحافل الدولية، ومن خلال الدعم المتواصل واحترام حقوق الشعوب في تحقيق المصير، بالإضافة إلى تطبيق سياسة متزنة بإنتاج وتصدير النفط بالعالم. وأضاف أن المحاور التي تقوم عليها الدبلوماسية السعودية أهمها المحور الخليجي الذي جاء نتيجة للموقع الجغرافي وعلى اعتبار المملكة أكبر دول الخليج بالإضافة إلى عدم اختراق العلاقات الأدبية التي تعتبر المملكة هي الأهم والأكبر بين دول الخليج العربي والدولة التي يجب أن تأخذ برأيها دول الجوار الخليجي، وهناك المحور الإسلامي الذي حظيت به أراضي الحرمين الشريفين ما جعل المملكة راعية للإسلام، وأن وجود المملكة بمختلف القضايا وبنفس الثوابت تكون لخدمة الشعوب العربية دون الدخول في الشؤون الداخلية. وختم أبو بكر حديثه بالإشارة إلى المحور الدولي الذي تحتله المملكة العربية السعودية طوال السنوات الـ15 الماضية، وتبلور في الاختبار الحقيقي عندما رفضت المملكة عضوية مجلس الأمن الذي فاجأ جميع دول العالم وكان الخطاب التاريخي الذي جاء فيه إن المملكة العربية السعودية لا تنتمي إلى نظام عالمي يكيل بمكيالين. وتحدث مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية الدكتور أنور علي زادة عن العلاقات السعودية الإيرانية، موضحاً أن علاقة الدولتين كانت متميزة وفي قمتها قبل الثورة الإيرانية، لكن بسبب مجيء النظام الثوري الإيراني وفتح دكاكين ثورية في البلدان أصبحت العلاقات متوترة، كما أن الدعاية الحربية في إيران التي استخدمتها وسائل الإعلام الإيرانية أخطأت كثيراً في إطلاق الشعارات بخصوص تحرير القدس، حيث كان بعضها يقول إن تحرير القدس سيكون عبر الكويت والسعودية ما زاد هذه العلاقات توتراً دفعت دول الخليج إلى مساعدة نظام صدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية. وأشار الدكتور أسعد الشملان إلى نشاط الدبلوماسية السعودية في مفاصل عدة قبل أربعة عقود ومنها الحظر النفطي عام 1973بالإضافة إلى الدور الكبير الذي قامت به قوات الردع العربية عام 1976 والتي أعلنت من الرياض لإنهاء الاقتتال، وكذلك مؤتمر الطائف عام 1989 والجهود التي وظفت لتحرير الكويت. وتابع قائلاً: إن جميعنا يعلم ما تقوم به السعودية وما قامت به لتصحيح النظرة الخاطئة عن الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر، وجميع الانتفاضات والثورات العربية التي حدثت كانت مفاجئة للجميع ففي الحالة التونسية كانت حالة المملكة استيعابية لما حدث أما في الأحداث الليبية فقد كانت الحالة السعودية مباركة وفي الحالة اليمنية كانت متجهة للتغيير المنظم والمبادرة المنظمة وجاءت المبادرة الخليجية وأما في الحالة السورية فإن المملكة داعمة للتغيير في سوريا. وأكد الدكتور صالح القلاب أن الموقف السعودي الدبلوماسي يقوم على توحيد الموقف العربي وتأكيد وتوثيق العلاقات مع الدائرة الإسلامية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته السعودية في إطفاء نار الفتنة والخلافات كإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عاماً.