أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تخطو بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل أفضل لشعبها، وتتطلع إلى تعاون وثيق مع شقيقتها الهند فى مختلف المجالات على المستويين الحكومى والشعبى، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادى الحالى بين البلدين دليل على حجم الفرص المتاحة للتعاون بين مصر والهند، بما يعود بالنفع المتبادل على الشعبين الصديقين. وأعرب الرئيس خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، اليوم، فى قصر حيدر آباد، عقب مباحثاتهما الرسمية بمقر مجلس الوزراء الهندى بنيودلهى، عن سعادته بزيارة الهند، وأنها جاءت تلبية لدعوة الرئيس برناب موخيرجى، وأثبتت مجددا عمق العلاقات وروابط التعاون بين الدولتين، وتلاقى وجهات النظر بينهما إزاء معظم القضايا الدولية والإقليمية والتحديات المشتركة. وأضاف: بالرغم من التغير المستمر فى الظروف الدولية وموازين القوى العالمية، فإن جهودنا المشتركة لا تزال شاهدا مستمرا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، والحرص على مواصلة التعاون للمساهمة فى التوصل إلى حلول لمختلف القضايا الدولية، بل وزاد من العوامل التى تدفعنا لتعزيز علاقاتنا وتعاوننا، تعاظم حجم التهديدات والتحديات المشتركة التى نواجهها، بدءا من مخاطر الإرهاب والتطرف التى تتطلب تضافر الجهود على جميع المستويات، وصولا إلى قضايا تغير المناخ وتوفير مصادر الطاقة المستدامة للأجيال القادمة. وأضاف السيسى: اتضح من مناقشاتى مع رئيس الوزراء ناريندرا مودى، وجود توافق كبير فى وجهات النظر وعزم واضح على تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات، وبناء على ما تم الاتفاق عليه خلال هذه المناقشات، وأصدرت توجيهاتى للحكومة المصرية بالعمل على تطوير خطة متكاملة للارتقاء بالتعاون الاقتصادى والتجارى، وتوظيف قدرات البلدين لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من فرص التعاون الثنائى المتاحة، إلى جانب تكثيف حركة الاستثمارات المتبادلة، وتعزيز تبادل الخبرات فى مختلف مجالات التنمية، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين، مع النظر فى الإسراع بعقد اجتماع اللجنة المشتركة فى أقرب فرصة. وتضمنت توجيهات الرئيس السيسى إلى الحكومة بالعمل على تعزيز التعاون العسكرى والأمنى مع الهند، وتطوير الأنشطة القائمة فى هذا المجال، وبصفة خاصة ترجمة التوافق بين رؤى البلدين إزاء قضايا مكافحة الإرهاب إلى إجراءات عملية وخطط واضحة لتفعيل وتطوير التعاون الثنائى فى هذا المجال، إضافة إلى تعزيز التعاون القائم فى تقديم المساعدة الإنسانية والإجلاء من مناطق الكوارث الطبيعية والصراعات. وتابع الرئيس: طلبت من الحكومة تعزيز التعاون الثقافى على المستويين الحكومى والشعبى، والبناء على علاقات الود والصداقة التى تربط الشعبين، بما يعزز من فرص التعاون المشترك فى مجالات الإبداع الفنى، وتعزيز حركة السياحة وخطوط الطيران بين البلدين، إلى جانب مواصلة العمل على تعزيز التعاون العلمى والتكنولوجى، وبصفة خاصة فى مجالات الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا الفضاء، والتنمية المستدامة والزراعة والتنمية الحضرية والنقل، وتكثيف التعاون فى المحافل متعددة الأطراف بشأن مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية. وأكد السيسى أن مصر تخطو بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل أفضل لشعبها، وتتطلع إلى تعاون وثيق مع شقيقتها الهند فى مختلف المجالات، ولعل التعاون الاقتصادى الحالى بين البلدين دليلٌ على حجم الفرص المتاحة للتعاون بما يعود بالنفع على الشعبين، واستطرد: وجهتُ الدعوة لرئيس وزراء الهند لزيارة مصر لتوطيد أواصر الصداقة والتعاون التاريخى بين بلدين عظيمين وحضارتين عريقتين وشعبين صديقين، يطمحان إلى مزيدٍ من التنمية والرخاء. من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندى، إن الرئيس السيسى رجل لإنجازات عديدة على الصعيدين الوطنى والخارجى، مشددا على أن أكثر من مليار هندى يسرهم زيارة السيسى لبلادهم، وأضاف: مصر جسر طبيعى يربط بين قارتى أسيا وأفريقيا، والشعب المصرى يجسد الإسلام المعتدل ويعد دعامة للسلام الإقليمى والاستقرار فى العالم العربى وأفريقيا. وأشار إلى أن مصر دافعت دوما عن قضايا الدول النامية، وأنه والرئيس السيسى أجريا مناقشات تفصيلية حول شكل وأبعاد الشراكة بين الدولتين، واتفقا على أجندة عمل لدعم المباحثات المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية وتلبية الأولويات الاجتماعية والتجارية والاستثمارية، وتعزيز التفاهم بين مجتمعات البلدين وبناء السلام والتفاهم بالمنطقة. وأكد رئيس الوزراء الهندى إلى الاتفاق مع السيسى على بناء ركائز متعددة للتعاون الثنائى واستدامة وتعزيز المشاورات السياسية رفيعة المستوى، وأن الروابط التجارية والاستثمارية تعد ضرورة للرفاهية لشعبى البلدين، ولذلك اتفقا على تعزيز التدفقات الرأسمالية والاستثمارية، مستشهدا بمذكرة التفاهم التى وقعت، اليوم، حول النقل البحرى باعتبارها أحد التسهيلات المهمة للتجاره بالبلدين، مناشدا القطاع الخاص بالبلدين تولى زمام القيادة فى تعزيز الشراكة بين مصر والهند. وأوضح أن تعميق وتنويع محتوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين يستلزم تدعيم التعاون بين البلدين فى مجالات الزراعة والصناعات الصغيرة والمتوسطة والتجارة، مضيفا: اتفقنا فى الرأى بشأن التهديد المتزايد للإرهاب، والذى لا يشكل خطرا على البلدين فحسب، وإنما على الشعوب والبلدان الأخرى، إلى جانب تعزيز شراكتنا التجارية والأمنية والتى تستهدف دعم القدرات والتعاون الدفاعى والإعلامى لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الجهود المشتركة لتهريب المخدرات والأموال والجرائم العابرة للحدود. وتابع: مصر والهند كحضارتين تملكان تراثا ثقافيا ثريا، ولذلك قررنا تعزيز التواصل الثقافى بين الشعبين، وأثمن جهود مصر فى مجلس الأمن الدولى، مشيرا إلى حرص بلاده على تعزيز التشاور مع مصر فى إطار الأمم المتحدة بشأن القضايا الإقليمية والدولية لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، مؤكدا أن مصر والهند اتفقتا على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولى ليعبر عن الواقع الحالى. وأكد ناريندا مودى على ترحيب بلاده بمشاركة مصر فى قمة العشرين التى تستضيفها مدينة هانجتشو الصينية فى 4 و5 سبتمبر الحالى، مبديا ثقته فى أن مشاركة السيسى فى القمة ستثرى المناقشات المتعلقة بدعم الاقتصاد العالمى، فيما اختتم حديثه بالتأكيد على استعداد بلاده على تعزيز الشراكة التجارية مع مصر.