×
محافظة المنطقة الشرقية

نواف: مستمرون في مقاطعة «رعاة» إسرائيل

صورة الخبر

أظن - والله أعلم - أن أغلب مسؤولينا مشغولون بتسيير الأعمال أكثر منهم انشغالاً بما يجب عمله. ما يجب هنا يتجاوز تسيير الأعمال، وما يجب يقصد به مواجهة استحقاقات تطفو على السطح منذ ما قبل الربيع العربي، تبلورت وعظُمت بعده، وإذا كان لا بد من نماذج فالملفات كثيرة. إثارة قضية أحياناً مع التركيز الرسمي عليها يقتلانها، كأني بكثرة الكلام والحديث عنها يصيبان بتشبّع وهمي لدى المسؤول عنها، ليعتقد ثم يجزم لاحقاً أنها حُلت أو في طريقها إلى الحلّ، وعلى سبيل المثال انظر إلى ملف الفقر وماذا تم فيه بعد مرور كل هذه الأعوام؟ كأن الفقر تلاشى.. تبخّر! بدأت المقالة بالظن. لماذا أظن؟ أولاً: لفقر في المعلومات. بكل بساطة نحن لا نعلم عن أمور كثيرة تهمّنا، لذلك «يطير» البعض بأي إشاعة، حتى لو قابلتَ مسؤولاً فلا يمكن أن يعطيك معلومة، ربما لأنه لا يعرف! ثانياً: مشاهدة ومتابعة النتائج المتحصّلة. كثرة حديث عن مشاريع من دون أثر يلمسه الناس، ولذلك أستمر في الظن! أظن أن نسبة مهمة من وقت المسؤول يخصصها لتسيير الأعمال أو للبقاء في المنصب، بما يعني ذلك من انشغال التفكير في تفادي حفرة قد يحفرها له طامح، أو مراوغة قضية إعلامية ربما تكبر وتؤثر في مسيرته العملية المجيدة، ولا بد لهذا الانشغال من احتلال مساحة من التفكير والجهد بما يتعدى الشخص إلى طاقمه، لذلك لا نرى اختراقاً مهماً يرقى إلى التطلعات ويتواكب مع المستجدات. الاستحقاقات هنا إصلاحية شاملة، والعالم يتغيّر من حولنا، ونحن جزء من هذا العالم العربي «عالم ربيع لم يزهر»، نؤثر ونتأثر فيه، شئنا أم أبينا، وخطورة مثل هذا الوضع تأتي من وجوه عدة، أبسطها أنه مجال رحب للإشاعات، وهدف للأصابع الخارجية. إن من المهم أن يعرف الناس مستقبلهم، فهو يحملون الوطن في قلوبهم، ويتحسبون لأي ضرر قد يقع عليه - لا قدر الله - أو نوايا عدوانية تسعى للنيل منه، وهي كثيرة تطل بقرونها.       www.asuwayed.com asuwayed@