قد يزعم دماغك أنه العضو الأكثر تعقيدا في هذا الكون، لكن القلب والدماء يخفيان حقائق مذهلة أيضا قد لا يعرفها كثيرون. الصحفي العلمي وليام بارك يلقي الضوء على بعض تلك الحقائق. القلب عضو من أكثر أعضاء الجسد التي تعمل بجد واجتهاد. ففي خمس دقائق فقط، يكون قلبك قد ضخ خمسة لترات من الدماء في أنحاء جسدك، وبعد ساعة واحدة، يكون القلب قد ضخ 300 لتر من الدماء، وذلك خلال 4200 نبضة من نبضاته. وفي خلال عام واحد، يكون قلبك قد ضخ من الدماء ما يكفي لملء حوض سباحة أولمبي، وهو ما يتطلب نحو مليوني لتر ونصف المليون من اللترات، في نحو 38.5 مليون نبضة قلب. يمكنك القول حقا وأنت مطمئن: إن «قلبك دليلك»، كما يقول التعبير الشائع، حينما تكون بصدد اتخاذ قرار صعب في حياتك. لكن هل كنت تعرف أن المعنى الحرفي لهذا التعبير الشائع قد يكون حقيقيا. فدقات قلوبنا تساهم في تحديد مشاعرنا المتعلقة بالحدس، بداية من الشعور بالألم، إلى الشعور بالتعاطف مع شخص ما، أو حتى شعور الزوج أو الزوجة بخيانة الطرف الآخر. وقد أتيحت فرصة فريدة للسيد أوغستين إيبانيز، من جامعة فافالورو بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس، لاختبار ذلك الأمر، عندما التقى برجل «ذي قلبين». فقد جرى تركيب قلب صناعي إضافي للسيد كارلوس (ليس ذلك اسمه الحقيقي) أسفل الصدر، وفوق سرة البطن مباشرة، وكانت نتيجة ذلك القلب المزروع هي أن كارلوس شعر بأن قلبه قد سقط في بطنه بالفعل، مما أصابه بحالة من الارتباك والتشوش العقلي. ماذا يحدث عندما تتوقف قلوبنا عن النبض؟ يعتقد بعض العلماء أنه يمكننا في وقت من الأوقات أن نعيد الموتى إلى الحياة من النقطة التي تتوقف عندها حركتهم، دون وجود نبضات قلب أو نشاط دماغي. من الناحية الجراحية، هناك إجراء متطرف ومثير للدهشة يتضمن إدخال محلول ملحي إلى الجسم ليحل محل الدماء. وتهدف هذه الطريقة إلى التدخل الجراحي السريع في الحالات الحرجة، مثل الإصابات القاتلة بالرصاص، والتي يوشك المصاب عندها على الموت، فيأتي التدخل الطبي السريع من خلال إفراغ الدماء من جسده ووضع محلول ملحي مبرد للتحايل على الموت. وبعد الانتهاء من إجراء الجراحات اللازمة، يمكن إعادة دماء المريض دافئة إلى جسده مرة أخرى، على أمل أن تدب الحياة فيه من جديد، وفقا لافتراض هؤلاء العلماء. من الناحية التجريبية، يبدو أن ذلك الإجراء يعتمد على التدخل في المرحلة الفاصلة ما بين الحياة والموت. فجسد المريض عند الموت تنخفض حرارته إلى ما بين 10 و15 درجة مئوية، لأن عملية الأيض تكون قد توقفت، ولم يعد للدم دور في توصيل الأكسجين إلى خلايا الدم. وبالتالي، فإن عملية وضع محلول ملحي مبرد ليحل محل الدماء في أجسادنا، من وجهة نظر هؤلاء العلماء، هي أفضل طريقة للحفاظ على درجة حرارة الجسم منخفضة بشكل عام، حتى إعادة الدماء الدافئة إلى الجسد ليعود مرة أخرى إلى الحياة. نحن لا نزال نجهل السبب في وجود فصائل دم مختلفة لدينا، وعدم وجود فصيلة واحدة للجميع.