×
محافظة المنطقة الشرقية

الصفا يطرق أبواب دوري ركاء بقوة

صورة الخبر

عشنا ساعات عصيبة واجهنا الموت ونجونا بأعجوبة.. هكذا وصف الناجون من حادث حريق «فندق المركزية» بالمدينة المنورة الأخير بالكارثة التي كادت تودي بحياتهم، وقالوا «لولا لطف الله وعنايته لحدث ما لا يحمد عقباه»، مشيرين إلى أن الله كتب لهم حياة جديدة وأنجاهم من موت محقق. في البداية، أوضح كمال مصطفى (أحد الناجين)، أنه صاحب حملة شركة سياحية، وقدم للمدينة برفقة 100 معتمر يوم السبت أي يوم الحادث في الثانية بعد الظهر، خلال وجودنا داخل الغرف سمعنا صفارة الإنذار، أعقبه قطع التيار عن الفندق، عندها خرجت من غرفتي وإذا بي أرى الدخان الكثيف يخرج من فتحات التكييف ومن المناور وحتى سلم الطوارئ، فتحركنا لإبلاغ القاطنين في الدور التاسع ومن ثم نزلنا للدور السابع وهناك وجدنا عددا كبيرة من نزلاء الفندق في نفس الدور، وبعضهم صعد من الأدوار السفلية. وأضاف مصطفى «اقترح علينا المعتمر أحمد رجب، الصعود إلى سطح الفندق بعد أن نمى لعلمنا بأن مصدر الحريق أسفل الفندق، وصعدت أنا وعدد قليل للسطح للتأكد من وضعية السطح، وجهوزيته»، وتابع «وضعت بعد ذلك قطعة قماش مبللة بالماء على وجهي ونزلت لبقية الأدوار وقمت بتنبيه قاطني الفندق عبر الضرب على أبواب الغرف، ومن ثم قمت بتوجيههم إلى درج الطوارئ صعودا للسطح، واستغرقت العملية قرابة الساعتين، استطعنا خلالها إخراج الأغلبية العظمى فيما بقي بعض النزلاء في غرفهم لعدم تمكنهم من الخروج بسبب كثافة الدخان، وهؤلاء تكفل الدفاع المدني عملية إنقاذهم»، وزاد «بلغ عدد النزلاء من صعدوا للسطح نحو 350 شخصا، وكنا في حيرة من أمرنا ولا نعلم كيفية الخروج من الفندق، خاصة وأننا حاولنا الاستغاثة ولفت انتباه المسعفين ورجال الإنقاذ، لكن دون جدوى». جسر معلق وواصل مصطفى بالقول «حاولنا استحداث جسر موصل للفندق المجاور وهو تحت الإنشاء ولا يبعد سوى أربعة أمتار باستخدام بعض الأنابيب وخاطر عامل من الجنسية الباكستانية بحياته والعبور إلى الجهة الثانية عبر بعض الأنابيب ونجح بالفعل، فطلبنا منه البحث في الفندق المجاور عن بعض الأخشاب والسقالات وتمكن بذلك من إنشاء ما يشبه الجسر بعد جهد كبير وبدأت مرحلة عبور أكثر من 350 شخصا للفندق المجاور برغم الخطورة، وكنت أحرص على تهدئة المحتجزين وحثهم على الإكثار من ذكر الله والصلاة، وبعد مرور ثلاث ساعات وفي تمام الخامسة عصرا تمكن من إجلاء معظم النزلاء، بعد أن كتب الله لنا حياة جديدة». تدريب العاملين من جانبه، قال المعتمر أحمد رجب، «إن فنادق المنطقة المركزية تشهد نسب إشغال مرتفعة، مما يستوجب توفير كافة وسائل السلامة» وأضاف «وفق ما علمنا أن الفندق حديث ولم يمض على إنشائه ثلاث سنوات، وكان على الإدارة تدريب كافة العاملين في الفندق على عمليات الطوارئ والإنقاذ وكيفية التصرف في مثل هذه الحالات» واصفا ما حدث بالكارثة حيث أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة أشخاص عند باب سلم الطوارئ المغلق اختناقا، ولم يفتح إلا بعد فوات الأوان، حيث تمكن المحتجزون من الخروج عبر المحال الواقعة في نفس الفندق، وأيضا يفترض أن تبقى ممرات الفندق مضاءة بإنارة الطوارئ إلا أنها كانت معطلة ولم تعمل حيث كان الظلام دامسا»، ويضيف «بالرغم من عمل صفارات الإنذار إلا أن محابس المياه الخاصة بالإطفاء داخل الفندق كانت مغلقة وبالتالي لم تخمد النيران ولم يستطع الدفاع المدني إنقاذ سوى عدد قليل من المحتجزين، أما البقية فصعدوا لسطح المبنى». وأردف رجب «موقع سلم الطوارئ الطبيعي خارج المبنى وليس داخله، حتى يستطيع الناس النجاة من الاختناق والخروج بسرعة، وكان المفترض أن يكون هناك علامة واضحة على أرضية الفندق تشير غلى مخرج الطوارئ»، مقترحا إيجاد وسيلة اتصال في كل دور من أدوار الفندق لا تتأثر بانقطاع الكهرباء، مستغربا هبوط طائرة الإسعاف الجوي على أرضية الشارع المقابل، وكان عليها الهبوط فوق سطح الفندق حيث يوجد مهبط مجهز. وزاد «آمل من الجهات المختصة وضع تعليمات وتوجيهات السلامة لكل شخص يقطن الفندق وتقديمها بشكل إجباري للجميع، لزيادة التوعية لدى ساكني الفنادق وكيفية التصرف في مثل هذه الحالات الطارئة، ونشكر سمو أمير المنطقة على تجاوبه وإصداره التعليمات بتوفير سكن بديل لنا، وأيضا لزيارته لنا في الفندق واطمئنانه على المصابين في المستشفيات، مما خفف من مصابنا». على الحافة من جهته، عاش المعتمر محمد عبدالعزيز نور، ساعتين من أصعب ساعات العمر، وقال «لم أستطع تحمل الدخان الكثيف، فأخرجت جسمي من نافذة غرفتي الواقعة في الدور التاسع ومعي ابنتي بعد كسرها والوقوف على حافة لا تتجاوز الـ( 30 سم)، مخاطرا بحياتي وبقيت معلقا ومثله فعلت زوجتي وبقية أبنائي ولم تكن النافذة تكفي الجميع، واستمر الحال لنحو ساعتين إلى أن تنبه لنا أفراد الدفاع المدني الذين قاموا بإنقاذي أنا وأفراد أسرتي عبر السلالم». نجوت بأعجوبة أما حسن منصور، فغادر الفندق مع زوجته إنصاف قبل خمس دقائق من حدوث الحريق، وقال «غادرت غرفتي في الدور التاسع قاصدا المحال التجارية أسفل الفندق لشراء بعض الأغراض، وفي البداية كان الدخان بسيطا جدا وتوقعنا أن يتم إطفاؤه باستخدام طفايات الحريق الموجودة بالفندق، إلا أننا فوجئنا بسماع صفارات الإنذارات وقيام أصحاب المحال بإغلاق محالهم، عندها استشعرنا خطورة الحادث وتصاعدت ألسنة النيران عندها فضلنا الابتعاد والانتظار بعيدا إلى حين إطفاء الحريق الذي استمر ساعات طويلة». تأثر واضح وشهدت صالة الاستقبال في فندق الشاكرين تواجد الناجين من الحريق حيث جرى تسكين عدد كبير من الناجين من الحادثة في هذا الفندق، فيما تم توزيع البقية على عدد من الفنادق وكانت حالات التأثر بادية على وجوههم، من هول الفاجعة والحالة العصيبة التي مروا بها على مدى عدة ساعات، علما أن أعدادا كبيرة من نزلاء الفندق المنكوب تم علاجهم في مستشفيات المدينة جراء استنشاقهم للدخان.