طالب الدكتور إبراهيم بن محمد عارف أستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود بتنفيذ برامج متخصصة للتدريب كوادر وطنية بإدارة حدائق الملك عبدالله العالمية بالعاصمة. وقال الدكتور عارف ل"الرياض": يفترض أن تكون هناك خطة واضحة بحيث تشمل توظيف وتدريب فرق عمل دائمة لإدارة معظم عمليات إدارة الحدائق النباتية والمرافق العامة وكذلك تدير الآليات والمعدات الزراعية، وإن جميع هذه الفرق سوف تعمل وفق خطط وبرامج عمل منتظمة لإنجاز ومتابعة كل جديد في علم الحدائق، ولا بد بأن يتم ربط هذه الحدائق بمؤسسات بحثية للمساهمة في إيجاد حلول لأي مشكلة تظهر بالحدائق النباتية، لقد فشلت في بلدان كثيرة حدائق نباتية وحيوانية كلفت الملايين، والسبب في ذلك يعود إلى تكاليف الصيانة والتشغيل التي تحتاج إلى دعم مستمر لتغطية برامجها التشغلية، وفي هذا الجانب يجب علينا بأن نتعامل مع واقعنا البيئي لمعرفة مدى قدرتنا على نجاح مثل هذا المشروع والذي سيكلف إنشائه أكثر من مليار ريال أو أكثر". وأضاف "تعد الحدائق من الناحية الصحية الرئات التي تتنفس من خلالها المدن، وزيادة مساحة الحدائق تعني رفع مستوى البيئة الصحية للإنسان، ومن هذا المنطلق ستقام في مدينة الرياض حدائق الملك عبدالله العالمية والتي صممت بأن تكون معلما من معالم مدينة الرياض، وقد نال تصميمها جائزة عالمية، ومع مرور الوقت الذي تجاوز أكثر من سبع سنوات من موعد تنفيذها قد تحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات حتى يتم إنجاز بعض منها وليس كلها، والسبب يعود في رأيي المتواضع إلى عدة أسباب جوهرية وأساسية في مثل هذه المشاريع ومن هذه الأسباب وأهمها، الموقع والذي يعتبر عنصرا مهما في نجاح واستكمال هذا المشروع، وغالباً المكاتب الهندسية تقوم بعمل إبداعي على الورق ولكن في حالة التنفيذ تظهر المشاكل التنفيذية، إذا تحدثنا عن موقع الحدائق الجغرافي والذي يقع بأعالي جبال طويق والذي يفتقر إلى التربة الزراعية المناسبة والتي تعتبر أهم عنصر بيئي للموقع وكذلك المياه العذبة، إذا علمنا بأنه سيتم إدخال نباتات من مصادر مختلفة من العالم وبالتالي فإن هذا الموقع الحالي للحدائق ليس المكان المناسب، مهما عملنا من استصلاح للموقع وجلبت له تربة زراعية وكذلك مياه نقية فمع مرور الوقت سوف تتعرض هذه النباتات إلي الموت البطي، بسبب تراكم والتفاف المجموع الجذوري في الطبقات الصلبة، سوف تنمو النباتات بشكل جيد خلال الثلاث أو الخمس سنوات الأولى في الطبقة من التربة الزراعية ولكن بعد ذلك تحتاج بعض النباتات إلى مساحات كبيرة من البيئة الأرضية خاصة النباتات الاستوائية، قد يقول قائل بأن هناك تقنية عالية في برنامج الحدائق النباتية ولكن مهما كانت التقنية المتقدمة في علم النبات ستواجه مشاكل كبيرة فجلب النباتات من بيئات جغرافية تحتاج إلى بيئة تلائم بيئتها الأصلية أو قريبة منها".