×
محافظة المنطقة الشرقية

دوري المحترفين السعودي.. صراع ثلاثي على الصدارة

صورة الخبر

ثلاثة أحرف فقط أثارت ما يشبه «صراعاً بين حضارات»! فبين «البوركيني» (الذي ابتكرته لبنانية في أستراليا) و«البيكيني» ارتفعت موجة جدال حول لباس البحر، مجددة تسليط الضوء على المسلمات في الدول الغربية، ومشعلة مزيداً من المعارك السياسية والفكرية ليس بين المسلمين وحدهم، بل بين الغربيين أيضاً! وبعد منْع الحجاب في فرنسا، جاء دور «المايوه الشرعي» الذي طرح إشكالية حرية النساء في ارتداء ما يُردن ووضع الحريات في الغرب أمام تحدٍّ جديد. «البوركيني» الذي شغل العالم في الفترة الأخيرة، وكان أيضاً «نجم» الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو (البرازيل) له «سيرة ذاتية» تقف خلفها أسترالية - لبنانية هي عاهدة الزناتي (من طرابلس) التي ابتكرت - قبل أكثر من عشرة أعوام - لباس البحر المثير للجدل المصنوع من مادة البوليستر المقاوم للماء والسريع الجفاف الذي يغطي الجسد كله من الرأس إلى أخمص القدمين، وذلك بهدف تمكين المسلمات من الجمع بين التمتع بالشاطئ واحترام مفهومهن لديانتهن. الجدال حول البوركيني «اللبناني الأصل» ملأ وسائل الإعلام ومواقع التواصل وسط انقسام في الآراء حول هذا اللباس الذي صار «مشبوهاً» في فرنسا ودول أوروبية أخرى، بعدما طرق الإرهاب الدموي أبواب «القارة العجوز»، ولا سيما فرنسا في الفترة الأخيرة، حيث توالى صدور قرارات من رؤساء بلديات، غالبيتهم ينتمون إلى اليمين السياسي، قضت بمنْع ارتداء «البوركيني» على الشواطئ التابعة لبلدياتهم. وبعدما حظرت فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس والإدارات العامة في العام 2004 والنقاب في الأماكن العامة في العام 2010 أعلن رئيس حكومتها مانويل فالس دعمه قرارات رؤساء البلديات، معتبراً أن «الشواطئ على غرار كل المساحات العامة يجب أن تكون خالية من المظاهر الدينية»، ومشدداً على أن الـ «بوركيني» هو «ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع». وفيما أصبح ارتداء البوركيني يكلف غرامة قدرها 38 يورو في مدينة «كان» الفرنسية، وسط تقارير كشفت أن ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 29 و57 عاما عوقبن خلال الأيام الماضية بغرامات مالية بسبب تجاهلهن قرار الحظر، خطت ألمانيا خطوة نحو منْع جزئي للنقاب على خلفية الجدال المندلع في فرنسا حول منع لباس البحر الإسلامي في بعض المناطق. وعلى غرار فرنسا وألمانيا قررت بلدة إيطاليّة حظر ارتداء البوركيني، وفرض غرامة بقيمة 500 يورو على مَن يخالفن الحظر، وفي هذا السياق قال عمدة البلدة التي تقع في إحدى المقاطعات شمال البلاد، إن «رؤية نساء مقنّعات قد يزعج الأطفال الصغار، فضلاً عن المشاكل الصحية العامة». وقال برلماني إيطالي عن رابطة الشمال «إن ارتداء امرأة غربية للبيكيني في حوض سباحة في دولة إسلامية سيؤدي إلى قطع رأسها أو السجن أو الإبعاد، بينما نكتفي نحن بمنع استخدام البوركيني فقط». وكان إطلاق عاهدة الزناتي البوركيني في أستراليا العام 2005 تَرافق مع أعمال شغب عنيفة اندلعت على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية وأستراليين أرادوا «استعادة» الشاطئ. وكان لأعمال العنف هذه وقع الصدمة ما دفع جمعية المنقذين (سورف لايف سيفينغ أستراليا) إلى تنويع السباحين الذين توظفهم والبدء في توظيف مسلمين، لتتلقى بعدها مبتكرة البوركيني طلبيّة من هذا اللباس باللونين الأصفر والأحمر، وهما اللونان المميزان لجمعية المنقذين. عاهدة الزناتي قالت لـ «الراي» إن كل ما كانت تهدف إليه من تصميمها لـ «البوركيني» هو «تغيير الصورة النمطية للمرأة المسلمة، كي يكون لباسها قريباً من المعايير الغربية»، مردفةً: «لكن ردود الفعل الرافضة له والضجة التي أثيرت حوله من لا شيء في أوروبا تطرح علامات استفهام، إذ إلى الآن لا أعلم لماذا كل هذا الهجوم عليه»! من غرفة النوم بدأت الزناتي، ابنة طرابلس التي هاجرت إلى إستراليا في عمر السنتين، خياطة أول لباس بحري شرعي، وهي قالت لـ «الراي»: «كان ذلك في العام 2004 ولم أتوقّع أن يأتي يوم وأبيع الزي الذي يغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين خارج القارة الأسترالية. كان همي حينها أن تتمكن التلميذات بشكل خاص والمسلمات بشكل عام من الذهاب إلى البحر وممارسة الرياضة من دون أن يتعرضن للتمييز بينهن وبين غير المسلمات، أو من دون أن يتوقفن عن ممارسة هوايتهن بسبب لباسهن». وتابعت: «لذلك استبدلتُ الحجاب بهذا الغطاء الذي يوضع على الرأس، ليكون ملائماً لمعايير الحياة الأسترالية، فكلنا نعلم كم أن المسلمين مكروهون في الغرب». الزناتي (49 عاماً)، التي تزوجت في العام 1986 من لبناني توفي بعد سنتين ورزقت منه ولداً قبل أن تتزوج من يوناني مسلم وترزق بولدين هي المصممة والصانعة للبوركيني، تقول: «يجب أن أشعر بأن الزي قريب مني». وعن القماش المصنوع منه شرحت: «لأنه لباس بحري كامل يجب أن يكون خفيفاً، كي لا تغرق الفتاة وألا يلتصق بجسدها، كما يجب ألا يحتوي على مادة الليكرا». إلى الآن تقول الزناتي، التي زارت لبنان للمرة الأخيرة في العام 1986، إنها باعت أكثر من 700 ألف بوركيني، مواصلةً: «إنه يُنتَج في معمل في أستراليا يضم 30 عاملاً ويُوزّع في كل دول العالم، في أميركا وأوروبا، ألمانيا، بريطانيا، سويسرا، الدنمارك، سنغافورة، ماليزيا ودبي»، موضحة «أن التوزيع مباشر في إيطاليا والسعودية وألمانيا وبقية الدول أونلاين». وأضافت الزناتي: «في لبنان يتمتع البوركيني بشهرة واسعة، فغالبية النساء اللواتي يسافرن من أستراليا إلى بلاد الأرز يبتاعونه، بالإضافة إلى شرائه أونلاين»، وعن الشرائح التي تعتقد أنها تستخدم البوركيني، وما إذا كانت تقتصر على المسلمات، بينت الزناتي «60 في المئة من زبائني مسلمات، و40 في المئة غير مسلمات». الزناتي، التي تفاخر بجنسيتها اللبنانية وعائلتها المنتشرة بين طرابلس وبيروت، لا يعنيها ما ترتديه الأخريات، وقالت لـ «الراي»: «عندما يسألني أحد لماذا أضع الحجاب على رأسي يكون جوابي، لأنني أشعر بأنني كاملة متكاملة به. لا يهمني نظرة الناس، ما يهمني إرضاء الله عزّ وجلّ والذي أحمده لأن في أستراليا حرية، فلا تشديد على قضية اللباس الديني». واختتمت حديثها بالقول: «على الأخريات ألا ينشغلن بما أرتديه، كذلك الأمر بالنسبة إلى السياسيين الأوروبيين، لأنهم لا يضرّهم ما نلبس، ومع ذلك أقول لهم: شكراً لأن الضجة التي افتعلتموها وسّعت أعمالي»!