الكورتيزول هرمون تفرزه الغدة الكظرية الواقعة فوق الكلية، وهو يلعب دوراً مهماً في وظيفة كل جزء من أجزاء الجسم تقريباً. إن مستوى هرمون الكورتيزول في الدم ليس ثابتاً، بل متقلب يتأرجح تركيزه صعوداً وهبوطاً على مدار اليوم، إذ يكون في أعلى مستوى له في بداية النهار ما بين الساعة السادسة والثامنة صباحاً، ومن ثم يهبط مستواه تدريجياً ليصل الى أخفض نقطة له في منتصف النهار، وغياب هذا الاختلاف النهاري يمكن أن يكون أحياناً علامة من علامات الإصابة بفرط نشاط الغدة الكظرية، من هنا تأتي أهمية قياس مستوى هذا الهرمون في الدم للتعرف إلى أحوال هذه الغدة وتقويم فاعليتها ورصد الاضطرابات التي تنال منها. وتتسبب زيادة الكورتيزول في الجسم بإطلاق حزمة من العوارض، مثل ارتفاع الضغط الشرياني، وزيادة سكر الدم، والسمنة، والقرحة الهضمية، ومشاكل جلدية، وهشاشة في العظام، والقلق، واكتناز الدهون في الجسم، خصوصاً في منطقة الكرش، والاكتئاب، والصداع، وعدم القدرة على النوم، واضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء. في المقابل، يؤدي نقص مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم الى تدهور الوزن، والشعور بالضعف والإنهاك، والضعف العضلي، وانخفاض ضغط الدم، وآلام في البطن. إن الالتهابات الحادة، والأزمات العاطفية، والإصابة بالجفاف، والإكثار من تناول الأطعمة الجاهزة، خصوصاً الغنية بالمواد الكربوهيدراتية، تؤثر في مستوى الكورتيزول في الدم، من هنا يجب أخذها في الاعتبار عند قياس مستوى هرمون الكورتيزول في الدم. بقي أن نشير الى أن التكييف بحد ذاته يؤثر على مستوى الكورتيزول في الدم، وفي هذا الإطار وجدت دراسة يابانية أن الأشخاص الذين تعرضوا لفترات طويلة من التكييف كانت مستويات الكورتيزول عندهم أقل من نظرائهم الذين تعرضوا لفترات تكييف أقل.