القاهرة: سوسن أبو حسين أكد وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، لمبعوثي أميركا وأوروبا الالتزام بخارطة الطريق لحل المشاكل الداخلية التي تواجهها بلاده بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المنتمي إليها. واستقبل فهمي أمس كلا من نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز، ومبعوث الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط، برناندينو ليون، وقال الوزير المصري إن «القرار النهائي في يد القاهرة». وبحث فهمي مع بيرنز تطورات الوضع في مصر، كما استقبل أيضا ليون، حيث تم تناول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الداخلية في البلاد. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير فهمي نقل لهما وجهة نظر الحكومة المصرية تجاه التطورات الداخلية، وشدد على التزام الحكومة بخارطة الطريق والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بمشاركة كافة القوى السياسية دون إقصاء أحد طالما التزموا بالنهج السلمي ونبذ العنف والبعد عن كافة أعمال التحريض. وأضاف أن فهمي أشار إلى أن مصر لا تمانع من استقبال الوفود الأجنبية والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم، إلا أن القرار النهائي فيما يتعلق بالشأن الداخلي هو بطبيعة الحال في أيدي الحكومة المصرية وحدها وتتخذه وفقا لإرادة الشعب المصري واعتبارات المصلحة العليا للبلاد وأمنها القومي وأمن مواطنيها ومواجهة أعمال التحريض والعنف والإرهاب. وذكر المتحدث أن المسؤولين الأميركي والأوروبي قد أكدا - كل على حدة - أن مستقبل مصر يقرره الشعب المصري دون أي تدخل خارجي، وأن زيارتيهما للبلاد تأتي في إطار الاستماع لوجهات نظر الحكومة والقوى السياسية المختلفة، وتقديم أي مساعدة ممكنة تضمن إنهاء حالة الاستقطاب الراهنة، والعمل على إقناع الأطراف المعنية بضرورة وقف كافة أشكال التحريض واللجوء إلى العنف وصولا إلى مصالحة وطنية وعملية سياسية شاملة. وفي لقاء لوزير الخارجية مع المحررين الدبلوماسيين أمس، قال ردا على سؤال حول الانتقادات التي وجهت إلى الوزارة بسبب عدم قيام وزيرها بجولات في الخارج لتوضيح حقيقة ما حدث في ثورة 30 يونيو (حزيران)، أكد فهمي أن «الحدث في مصر، وبقدر ما كان علينا نقل الرسائل وشرحها، كان علينا أن نختار هل هذا يتم بفعالية أكثر من خلال التنقل لبلد أو يتم بمخاطبة دول العالم من موقع الحدث»، موضحا أن الحدث في مصر سريع من ساعة لساعة، ووزارة الخارجية المصرية عليها دور كبير في هذا. وأشار فهمي إلى أنه قام بإجراء نحو 20 حوارا صحافيا في أقل من أسبوعين، كما أجرى اتصالات بـ20 وزيرا للخارجية. وتابع قائلا: «لو حاولت أن أقوم بجولة لنصف هذه الدول لم أكن أستطيع القيام بها خلال أسبوعين».