اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن روسيا طرف مهم في عملية السلام بسوريا، وقال إنه يرغب في إعادة ضبط العلاقات مع موسكو، بينما أبدت هذه الأخيرة استعدادها لتفعيل الاتصالات مع أنقرة من أجل التسوية السورية، وذلك تمهيدا لزيارة أردوغان المرتقبة إلى روسيا الثلاثاء. وفي حديث لوكالة تاس الروسية للأنباء, قال أردوغان عشية زيارته المنتظرة لروسيا إن موسكو أحد أهم الأطراف في عملية السلام بسوريا، إلا أنه أكد أن بلاده ما تزال غير متفقة معها بشأن معالجتها وضع سكان القرم من التتار. كما عبر أردوغان عن امتنانه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن عرضه تقديم الدعم لتركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وأعرب عن رغبته في كسر الجمود فيما يتعلق بالتعاون مع روسيا لبناء مفاعل نووي وفي إعادة ضبط العلاقات مع موسكو منطلقا من "سجل نظيف". من جهة أخرى، قالت الخارجية الروسية في بيان إن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ونظيره التركي أوميت يالتشين عبرا عن استعدادهما لتفعيل الاتصالات الروسية التركية من أجل المساهمة في التسوية السياسية للأزمة السورية، وذلك على أساس بيان جنيف الصادر يوم 30 يونيو/حزيران 2012 وقرارات مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سوريا. وبينما يستعد أردوغان لزيارة سان بطرسبورغ، يرى محللون أن توتر العلاقة بين أنقرة وعواصم غربية من شأنه تسريع التقارب بين تركيا وروسيا، حيث كان بوتين من أوائل القادة الذين اتصلوا بأردوغان لإدانة الانقلاب ولم يوجه انتقادات لأنقرة في ما يتعلق بحملة التطهير ضد الانقلابيين كما فعل قادة غربيون. ويقول يوري أوشكالوف المستشار في العلاقات الخارجية لدى بوتين إن زيارة أردوغان لروسيا بعد فترة قصيرة من الانقلاب الفاشل تؤكد على الأهمية التي توليها أنقرة للعلاقات مع موسكو. أما الباحث في مركز كارنيغي بموسكو ألكسندر بونوف فيقول "ما سنشهده هو علاقة أكثر متانة ولكن ذات طابع تغلب عليه البراغماتية، فهي لا تقوم على علاقة شخصية أو أيدولوجية،بل على المصالح العملية المشتركة".