×
محافظة المنطقة الشرقية

الجاسر يعزو خسارة الهلال لظروف الطقس واستفزازات الحكم !

صورة الخبر

كنت أتمنى ألا يُعطى مالكي العراق أكبر من حجمه في تصريحاته التي اتهم المملكة بأنها راعية للإرهاب، لأن تلك الأقوال تزامنت مع اتخاذ المملكة قرارات تاريخية تعتبر عدة مجموعات وجماعات إسلامية إرهابية بمن فيها من تقاتل داخل العراق والشام، ولأن المالكي جاء تعيينه بقرار من حاكم العراق بعد الغزو الأمريكي «بريمر» فهو صنيعة ظرف زمني، وقد استغل منصبه في جعل العراق ساحة حرب مليشيات سنية وشيعية، وقطعاً كل مرحلة انتقال جديد تفرز هياجاً عاطفياً يبحث عن منقذ من زعيم أو طائفة، وحزب، وقد لعب المالكي على تلك المشاعر ليكون زعيم الطائفة بدلاً من أن يكون حاكماً وطنياً لكل العراق، وقد شهدت مرحلته أسوأ أزمنة الحياة في هذا البلد الزاخر بالإمكانات المادية والبشرية، والمتماسك وطنياً طيلة تاريخه، حتى إن اليهودي العراقي الذي يعتبر إسرائيل منفاه، لا يزال يرى فيه الوطن الحقيقي وهذا دلالة بأن التعايش ظل بلا أي تفرقة دينية أو قومية ومذهبية.. أيضاً وهذا الأهم بيان الإخوة الشيعة في القطيف والأحساء بمبادرة مهمة ورائعة في إدانة استخدام السلاح ضد الدولة أو المجتمع، واعتبروا أن التيارات المتطرفة التي تمارس الإرهاب تحت مظلة الدين إرهابية، وهذا يعني أن المواطنة ليست شخصاً أو حزباً أو طائفة حتى إن مراجع النجف بمن فيهم السيستاني أيدت هذه المبادرة ما يعزز أن المملكة بيت واحد بأسرة واحدة.. المشكل في العراق ليس صراعاً مذهبياً - قومياً - دينياً، وإنما هو خلل بنيوي في قيادته المحاصرة داخل الخط الأخضر ولم يكن مفاجئاً أن يخرج مقتدى الصدر الزعيم الروحي وصاحب المكانة الاجتماعية ليسميه ب «الدكتاتور» والطاغية ليخرج محبوه في تظاهرات عارمة ضد المالكي، وهذه واحدة من الوقائع القائمة في العراق الذي يشهد موجة انتفاضات هائلة حتى إن الزعامة الكردية اعتبرت بقاءه في الحكم طريقاً للانفصال، والأمر ينسحب على وجوه وأحزاب وعشائر تحولت من الصمت المفروض عليها بدعوى إمكانات الإصلاح إلى مواجهة في مختلف المواقع والمدن.. لا نلوم المالكي أن يتهم أو يخرج عن أدبيات الإنسان الذي يزن منصبه بشخصه، فهو نتاج زواج محلي فرضه (بريمر) ومصاهرة إيرانية، استولت على عصب الدولة العراقية في أجهزتها الأمنية والاقتصادية حتى إن تداول عملتها صار أهم من الدينار العراقي، وصار المالكي مجرد مندوب للحوزة في إيران، ومجيئه كان وسيظل تمزيق خارطة العراق؛ لأن جواراً آمناً وقوياً تجاه إيران يعني الكارثة، وتجربة الحرب بينهما، وهزيمة إيران، لا يمكن ان تُمحى من الذاكرة، وقد جاءت الفرصة لإيران بأن تحوّل الشعب العراقي بواسطة مندوبها إلى مجموعة شحاذين بائسين، لا بنية أساسية، ولا كهرباء وماء في بلد النهرين، ولا استقرار أمني ومعيشي، حتى إن اقتطاع جزء مهم من ميزانية العراق ليذهب إلى الحليف بشار الأسد، وحزب الله اللبناني هو جزء من هدف رسمته إيران كخط لا رجعة فيه.. بلد كل يوم يشهد تفجيراً، وقتلاً، والوصول إلى مفاصل الدولة، وأجهزة أمنها وجيشها لا يحسب على أي دولة أجنبية، وإنما يجسد الوضع القائم، لأن شعبا مقهورا حصيلته الإقصاء والنبذ لا بد أن يجد وسيلته مع نظام خارج دائرة واجباته، فكان الوصول إلى المواجهة بهذه الأساليب هو حصيلة طبيعية لوضع ليس له شرعية إلاّ ما اتفق عليه مع مؤيديه.. العراق بلا منافذ سياسية أو اقتصادية لدرجة أن علاقاته العربية والإسلامية مبتورة، ومعاملاته التجارية شبه مجمدة لعدم الوثوق بالنظام، وكل الأدوار التي يلعبها تأتي في أساسها الروح الطائفية حتى إن المواطن العراقي الشيعي، صار يرفض التقسيم والولاءات فصار عرضة للعقاب من قبل نظام يدور للخلف، ولا يعرف طريقاً للأمام.