تفجيرات في الجوامع والمساجد ومساجد العيد حدثت وتحدث وستحدث في أفغانستان وباكستان والعراق وبقية الدول العربية تقترف باسم الجهاد الإسلامي. تفجيرات في المجمعات السكنية والأسواق والفنادق ووسائل النقل من باصات إلى قطارات إلى سفن وطائرات تحدث باسم الإسلام والجهاد. هجوم على جيش مصر باسم الجهاد. النتيجة قتل الأطفال والنساء، والناس الأبرياء من مسلمين وغير مسلمين. وقتل المرابطين على الثغور، وقتل المصلين. بالإضافة إلى النفور المحموم إلى مواقع الفتن وقتل الرسل والصحفيين، والحنث في العهد والغدر. كل هذا الإرهاب والظلم يحدث ويتعاظم ويُقترف للأسف باسم الجهاد الإسلامي. ولا يهمهم كم قتل من الأبرياء فيقول شيطانهم من نقتل من المسلمين بطريق الخطأ شهداء إن كانوا يستحقون الشهادة. لست أدري كيف أشكل على أدعياء الجهاد ضلال مذهبهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها. أفلا يقتدون بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. بينما كانت دولة الإسلام في أوج قوتها وبعد الهزائم المتتالية لقريش، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة للحج. ولكن المشركين الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم وقتلوا المستضعفين، ونهبوا خيرات من أسلم من أهل مكة ردوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام وهم بكل ذلك يستحقون القتال، أو العذاب من الله. لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من القوة بحيث يمكنه الزحف إلى مكة وفتحها بالقوة وقتل المشركين والانتصار لضعفائهم وأداء منسكهم، ولكن في مكة مسلمون يكتمون إسلامهم، قد يسقطون ضحايا. هؤلاء المستضعفون كانوا سببا في منع قتال المشركين. يقول الله تعالى "هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما" فبرغم عظم جرم المشركين وبرغم تدنيسهم الحرم الشريف إلا أن الحفاظ على حياة المسلمين المستضعفين الذين مُنِعوا من الهجرة تأخذ أولوية في التشريع القرآني على قتال المشركين بخلاف ما يفعله الإرهابيون الإسلاميون اليوم من قتلٍ لعموم المسلمين بحجج واهية كالتترس، أو أن المقتولين من المسلمين يعتبرون شهداء. الله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يسوق المستضعفين إلى الجنة لو كان هذا مبررا مقبولا، وينزل عذابه بأهل مكة أو بأيدي المسلمين ولكن الحياة مقدسة في الإسلام لا يجوز العبث بها "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"..