أكد رئيس جمهورية شمال قبرص، مصطفى أكينجي، في لقاء مع وفد صحافي عالمي - كانت "الجريدة" الوسيلة الإعلامية الكويتية الوحيدة التي حضرته، وذلك في القصر الرئاسي بمدينة نيقوسيا أن المفاوضات المزمع عقدها أواخر العام الحالي حول الأزمة القبرصية تمثل الفرصة الأخيرة للوصول إلى حل متمثل بدولة اتحادية ثنائية القومية يحكم قسمها الشمالي القبارصة الأتراك والجنوبي القبارصة اليونانيون، مع الحفاظ على نسبة التملك الأكبر لكل قومية في شطرها، والسماح للأقليات بالعيش والتنقل بين الشطرين، كما أكد أن أبواب بلاده مفتوحة دائما للكويتيين للتعاون على كل الصعد. وفي بداية اللقاء، أشاد أكينجي بالدور التركي في "حفظ السلام بالجزيرة القبرصية"، موضحا أن "تدخل القوات التركية في يوليو 1974 كان لابد منه بعد الانقلاب الذي قام به قبارصة يونانيون مدعومون من اليونان على الرئيس المنتخب الأب مكاريوس". وقال اكينجي، رئيس الدولة غير المعترف بها إلا من أنقرة: "أنا وزعيم القبارصة اليوناني نيكوس أناستاسيادس نعلم بأن هذه آخر محاولة لجيلنا، ولكن ماذا لو لم نصل إلى حل؟ في الدبلوماسية ليست هناك نقطة توقف، بل ضمة يمكن المتابعة بعدها، ولكن المتابعة إلى أين؟" وأضاف أن "عدم الوصول إلى حل سيؤدي إلى مزيد من الانقسام لا الوحدة بين الشعبين"، مشيرا إلى أنه يطمح للوصول إلى حل مقبول يرضي الطرفين. وأردف قائلا: "هناك طرف يريد دولة واحدة، مع إعطاء حق للأقلية التركية، وهذا غير مقبول لدينا"، موضحا أن "الحل الوحيد هو إقامة دولة فدرالية ثنائية القومية تحظى بقبول المجتمع الدولي". وأوضح ضرورة أن يضمن الحل للقبارصة الأتراك الغالبية في منطقتهم من حيث تعداد السكان ونسبة التملك، وكذلك للقبارصة اليونانيين في الجزء الشمالي، الأمر المتوافق مع تشريعات الأمم المتحدة، وتم توقيعها بين الطرفين عام 2014. كما اشترط المساواة السياسية بحيث تحصل كل فدارلية على حقوق سياسية متساوية. وأكد أكينجي أهمية الحل في المجال الأمني، "والعمل جنبا إلى جنب مع الدول الضامنة (تركيا- اليونان-بريطانيا) لإنتاج صيغة جديدة عادلة لترتيبات أمنية جديدة". وأضاف أنه يطمح إلى أن يعيش القبارصة الأتراك واليونانيون كمجتمعات حرة متساوية في الحقوق السياسية والأمنية. وكشف أن المفاوضات تضمن نقاش 6 نقاط كالحوكمة والشوؤن الأوروبية والاقتصادية والممتلكات وتسويات الأراضي والأمن. وعبر عن رغبته في التقريب بين وجهات النظر، وإنشاء اتقافية أمنية جديدة ترضي الجميع وحل النقاط العالقة، الأمر الذي سيصبح مثالا يحتذى للمنطقة وأوروبا. وأوضح أن حل الأزمة القبرصية سيعود بالخير على المنطقة، داعيا إلى الاستغلال الأمثل للغاز في البحر المتوسط عبر التعايش سلميا وحل النقاط الخلافية، مشيرا إلى أن تركيا وإسرائيل وروسيا يعملان في المجال النفطي. كما أوضح أنه في حال حل الأزمة القبرصية يمكن للجزيرة أن تنشئ خط نقل للغاز من اسرائيل عبر قبرص إلى تركيا، ومنها إلى دول أوروبا، إضافة إلى خط كهربائي يصل أوروبا بالشرق الأوسط. وعند سؤاله عن الخطوات التي ستتخذها بلاده في حال فشل المفاوضات، قال: "نود أن نلتزم بخطتنا الأولى وهي فدرالية ثنائية القومية، وهي الخطة التي صوت عليها في استفتاء نحو 65 في المئة منذ سنوات، وتم رفضها من الجانب اليوناني بـ75 في المئة، ولا أريد الخوض في حلول أخرى"، موضحا أن الحل يجب أن يلقى قبولا الطرفين، "فأنا لا أقبل أن تكون قبرص ممثلة من قبل جهة واحدة". وقال مازحا: "في حال فشل المفاوضات فلن نختفي أو نتبخر، لدينا دولتنا المعترف بها من تركيا، ولدينا مؤسساتنا الدستورية وشعبنا وإعلامنا"، مؤكدا أن لديه الشجاعة السياسية للوصول إلى حل. وفي سؤال لـ "الجريدة" حول الأوضاع الإقليمية، قال اكينجي:"نود أن نكون على علاقة جيدة مع الجميع، ولكن أود أن أكون صريحا معك، أرغب برؤية المزيد من سفراء الدول الإسلامية لدينا ومنها الكويت، ولا أدري لماذا يتردد إخواننا المسلمون في زيارتنا على عكس الأوروبيين".