×
محافظة المنطقة الشرقية

مرسي «رجل طيب».. لكنه لم يحكم

صورة الخبر

رغم أن الاقتصاد العالمي يبدو مستقرًا هذا العام، لكن نموّه لا يزال ضعيفًا ومتباينًا، وعند المستويات الدنيا لمعدلات النمو التاريخية، فالاقتصاد الأمريكي رغم أنه يُنبئ بأفضل التوقعات من حيث تسارع النمو، لكن سياسة التشديد المالي ستحد من مدى ذلك التسارع.. وهذا الأمر يستدعي منّا التفكير في مصير العلاقات الاقتصادية المرتبطة بهذا الاقتصاد الذي يُعدُّ من أقوى مرجعيات الاقتصاديين في معظم دول العالم.. ومن جانبنا في المنطقة العربية وجب علينا الحذر وجدولة حساباتنا بشكل بالغ الأهمية حتى لا تهب علينا أي رياح جراء تلك الأزمات أيًّا كان مصدرها. ففي الفترة الماضية شعرت الودائع العربية بتهديد شديد لدى البنوك الواقعة في منطقة اليورو.. ولكن استقر الحال نوعًا ما بعد أن خرجت منطقة اليورو أخيرًا من حالة الركود. كما أن السياسات المالية والنقدية الجريئة التي تم تبنّيها في اليابان أعادت النمو الاقتصادي إلى مستواه قبل الأزمة؛ من حيث إن معدلات النمو في الأسواق الناشئة لا تزال قوية نسبيّاً.. لكن تبقى الأخطار الخارجية هي التي تُشكِّل القلق الرئيس على الأرجح.. فالاقتصاد الصيني يبدو في حالة تَحوّل إلى معدلات نمو أبطأ، كما أن التوقعات بتحقق نمو قوي في بقية الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة "البريكس" تبدو محدودة. وأظهرت بيانات حكومية أن صادرات اليابان قفزت بنسبة 14.7% في أغسطس من هذا العام عن مستواها قبل عام مدعومة بضعف قيمة الين وانتعاش الطلب العالمي.. لكن ثالث أكبر اقتصاد في العالم سجل عجزًا تجاريًّا للشهر الرابع عشر على التوالي، وهي أطول سلسلة منذ 1979-1980م.. فضلاً عن الزيادة في الصادرات في أغسطس هي الأسرع في 3 سنوات وتفوق متوسط الزيادة التي توقعها خبراء اقتصاديون والبالغ 14.5%.. وصعدت الواردات 16% عن مستواها قبل عام مع استيراد اليابان المزيد من الوقود الأحفوري للتعويض عن الطاقة المفقودة من محطات نووية مغلقة.. وبلغ العجز في ميزان التجارة الياباني في أغسطس 960.3 مليار ين (9.7 مليار دولار). لقد عمدنا على اقتباس تلك الإحصائيات للإشارة إليها من خلال ذكر أربع قواعد عظمى في اقتصاديات العالم وهي أمريكا ومنطقة اليورو والصين واليابان.. وذلك لكي لا نغفل عما سيكون حال تغير إحداها، ولكي نتخذ كل الحيطة في تعاملاتنا معها خلال الفترة المقبلة.. ولكي نضع لها الدراسات والحسابات المتعمقة ولا نترك أنفسنا في التعامل معها بشكل مفرط دون وضع مقاييس لحيثيات ظروفها وأوضاعها غير المعروف مصيرها على المنطقة العربية.