قبل أكثر من 3 سنوات أقر مجلس الوزراء السعودي الموافقة على المقترح المقدم من وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية بشأن عقد دورات توعوية للمقبلين على الزواج من الشباب والفتيات ، وقد شكل هذا القرار دفعة قوية للجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني لإعداد وإقامة برامج ودورات توعوية للشباب والفتيات المقبلين على الزواج في جميع مناطق المملكة لتأهيلهم تأهيلاً شاملاً في الجوانب الشرعية والصحية والنفسية والاجتماعية وذلك من خلال الاستعانة بالمدربين والمدربات على أن يكون الحضور اختيارياً لطرفي عقد الزواج ،وقد أشار أحد المشرفين على مثل هذه المشاريع بأن نسبة الطلاق بين الأفراد الملتحقين ببرامج التأهيل قبل الزواج لاتتجاوز 3% فيما قد تبلغ النسبة لمن سواهم أكثر من 40% . إن مثل هذه الدورات التوعوية تساهم بشكل كبير في رفع مستوى المسؤولية والوعي لدى الزوج والزوجة للتعرف على واجباتهم ومسؤولياتهم التي تنتج من خلال الدخول في مثل هذه الشراكة الاجتماعية كما إنها خطوة هامة لتقديم بعض الاقتراحات والحلول للمشاكل الأسرية والاجتماعية التي قد تعترض حياة الزوجين في بداية مشوارهما مما يساهم في تحجيم تلك المشكلات كماً ونوعاً . في المقابل نحن بحاجة ماسة أيضاً إلى دورات في تربية النشء والأطفال ، فنحن نعيش اليوم بين الإفراط والتفريط فنجد عوائل لاتهتم بأطفالها ولاتبذل أي جهد في تربيتهم وتنشئتهم النشأة الصحيحة مما يجعلهم لقمة سائغة للمتربصين والأعداء سواء كانوا إرهابيين أو من مروجي المخدرات أو أننا نجد بعض الآباء والأمهات يعنفون أبناءهم ويعذبونهم إما بالحبس أو الضرب أو الجلد أو غيرها من مظاهر التعنيف التي أصبحنا نراها مؤخراً بشكل متكرر . الأطفال في جميع أنحاء العالم لهم الحق في الحماية من العنف والاستغلال والإيذاء ، ونحن نرى بعض الأطفال اليوم يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد والتعنيف والإهمال ولنا في ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعية مؤخراً خير شاهد ودليل ، فبعض ممارسات الآباء والأمهات اتجاه أطفالهم تثير العديد من التساؤلات بشأن أهلية هؤلاء في أن يكونوا آباء أو أن يكون لهم أطفال، فبعضهم وخصوصاً أثناء الغضب تجده يشتم ويضرب أطفاله ضرباً مبرحاً لايحتمله الكبار فضلاً عن الأطفال الصغار بل إنه يلجأ أحياناً إلى تقييدهم وحرمانهم من الماء والطعام وكأنهم ليسوا بشراً فضلاً عن أنهم أطفال صغار بل إن بعض الآباء وأثناء الخلافات الزوجية يلجأ إلى التهديد بضرب أو قتل الأطفال ليتم الاستجابة لطلباته والرضوخ لأوامره . إن كنا نسعى لدورات لتأهيل الشباب والفتيات للزواج فنحن في حاجة أمَس لتأهيل الأزواج والزوجات ليكونوا آباء وأمهات عند مستوى المسؤولية وليهتموا بأبنائهم ويحرصوا على تربيتهم أفضل تربية بعيداً عن العنف أو الإهمال وأن يحرصوا على أبنائهم فلذات أكبادهم بدلاً من تعنيفهم وتهديدهم وضربهم . Ibrahim.badawood@gmail.com