وصف عدد من المثقفين والأكاديميين رحيل الدكتور محمد بن علي الهرفي بالخسارة لساحتنا الأدبية والثقافية، معددين كثيرا من مناقبه وصفاته الحميدة، راجين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وكان الكاتب العكاظي الدكتور الهرفي انتقل إلى رحمة الله تعالى، يوم السبت الرابع من ربيع الآخر الجاري، إثر حادث سير، وأديت الصلاة عليه في اليوم التالي في مسجد الحبر ودفن في مقبرة الصالحية بمدينة الهفوف في الأحساء. ولا ينسى الدكتور نبيل المحيش اللحظات الجميلة التي عاشها مع الفقيد حين كانا يعملان معا في قسم اللغة العربية بفرع جامعة الإمام في الأحساء، مدة تزيد على 20 عاما، مؤكدا أنه لم يجد من الدكتور الهرفي -رحمه الله- إلا كل خير، مبينا أن الراحل كان كاتبا قديرا مهتما بقضايا مجتمعه ووطنه وأمته، رحمه الله رحمة واسعة. وقال رئيس قسم اللغة العربية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء الدكتور سعيد بن عثمان الملا، إنه عندما يذكر الأستاذ الدكتور محمد الهرفي -رحمه الله- يذكر الحلم والعلم والنباهة والحضور الفكري، مشيرا إلى أن الفقيد عرف بحرصه على مصلحة المؤسسة عامة والفرد خاصة. وأضاف: وإن ننسى فلا ننسى تلكم القامة التي رأست قسم اللغة العربية بكلية الشريعة بالأحساء ردحا من الزمن ملأت المكان محبة وغمرته عطفا ومودة وغذته معرفة وخبرة، فالدكتور -رحمه الله- قدوة في صمته ومدرسة في سمته.. يكتب بقلبه قبل بنانه وتحدثك عينه قبل لسانه.. وجهه طلق على الدوام.. محمود السيرة على مر الأيام.. لم يحصل أن تجهم أحدا.. الجميع في مجتمعه العملي يذكره بالخير والناس شهداء الله في أرضه، مبينا أن الدكتور الهرفي أسهم في تخرج طلاب هم الآن من خيرة المربين، كما خلف أبناء ليست مبالغة أن يوصفوا جميعا بالنجيبين وهولاء وأولائك سمهم إن شئت: صدقة له جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في مستقر رحمته. وأفاد أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي بن عبداللطيف الجمعان، أنه مؤلم جدا أن يفتقد الوطن والساحة الثقافية قامة علمية وأدبية ومثقفة كقامة الدكتور المغفور له بإذنه تعالى محمد الهرفي، لافتا إلى أنه تألم كثيرا لرحيل الفقيد الذي كان قريبا منه العام الماضي خلال مشاركتهما في مهرجان سوق عكاظ. وذكر الدكتور سامي الجمعان أن الراحل امتاز بثقافة واسعة، وهو رجل معتدل وسطي في طرحه وما أحوجنا في الواقع إلى مثل هذه القامات والطاقات التي تضيف للحياة حالة من التعايش والتفاهم، موضحا أن الراحل كان حريصا على التواجد في المشهد الثقافي السعودي بما يضيف ويثري، ودائما ما يمتع الآخرين والحضور في الملتقيات بطرحه الجذاب، سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.