يعرب سكان منطقة دلتا النيجر التي تُعد خزان الإنتاج النفطي في نيجيريا، عن قلقهم من انتشار قوة خاصة للجيش من أجل قمع تمرّد جديد يهاجم منصات النفط وأنابيب الغاز. ولدى إعلانه عن هذا الانتشار قبل أيام، طلب الجيش النيجيري من سكان المنطقة «ألا يشعروا بالذعر والخوف» إذا ما لاحظوا تحرّكات غير مألوفة للقوات و»عتاداً عسكرياً ثقيلاً»، لأن الهدف من هذه التمارين «تدريب قواتنا الخاصة ووحدات أخرى على تنفيذ عمليات برمائية في مناطق ساحلية». كما أكد أنه يريد استهداف «المجرمين ومنفذي عمليات الخطف والمتمرّدين والقراصنة» الناشطين في هذه المنطقة المليئة بالأنهار والمستنقعات. لكن عدداً كبيراً من زعماء المجموعات في هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالنفط والتي تؤمّن للاقتصاد الأول في أفريقيا مجمل عائداته، يقولون إن استخدام القوة لا يمكن أن يكون سوى تهديد للسكان، ويزيد من حدة الصراع مع تمرّد «منتقمو دلتا النيجر» الذي ينشط منذ بداية السنة. وقد هاجم عناصر هذا الفصيل منشآت نفطية لشركات أجنبية، مثل «شل» و»شيفرون» و»أكسون» و»إيني» و»توتال»، و»شركة النفط النيجيرية الوطنية» الرسمية، ما أدّى إلى تراجع الإنتاج، فيما تتراجع أسعار النفط عالمياً، ما يؤثر بالتالي في مالية الدولة البالغ عدد سكانها 180 مليون نسمة. والنتيجة، هي تراجع العملة الوطنية النايرا أمام الدولار، وتسارع التضخّم الذي بلغ مستوى قياسياً خلال 11 عاماً في هذا البلد الكبير الذي يستورد جزءاً كبيراً من السلع الاستهلاكية. والقوات النيجيرية التي تقاتل جهاديي «بوكو حرام» في الشمال الشرقي، لم تشن عمليات عسكرية في دلتا النيجر منذ عام 2009، لدى البدء بتطبيق برنامج للعفو مع التمرّد السابق لحركة «ازدهار دلتا النيجر»، ويتضمّن تحويل المتمرّدين إلى القطاع النفطي.