×
محافظة المنطقة الشرقية

مصادر: تفجير القطيف مزدوج انتحاريان بأحزمة ناسفة وأحدهما فجر نفسه بالمركبة

صورة الخبر

لم يعد العالم كما كان، تغيرت قواعد اللعبة في أكثر من بقعة على الأرض، ورأينا الدب الروسي، الذي نام لعقود، عاد لينتفض ويسجل حضوراً جديداً، وبدأ يستعرض عضلاته مع العدو الأكبر له، وهو الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، وعلى الرغم من الوهن الذي أصاب بلداناً مختلفة في العالم، إلا أنها عادت لتحافظ على كياناتها، فيما بدأت بلدان أخرى تشهد مزيداً من الوهن، وما يجري في دول أوروبا أكبر دليل على العالم المتغير. مع ذلك فإن كل العالم يتغير إلا العرب، الذين ما زلوا أسرى لصراعاتهم الداخلية، التي دفعتهم للتحول إلى مجتمعات متناحرة، سواء في علاقاتهم الخارجية أو في الإطارات المحلية، حيث تحوّل الكثير من المجتمعات الداخلية إلى مساحات للاقتتال، كما هو حاصل في العراق واليمن وليبيا وسوريا، فيما عدد من الدول العربية مرشح لانفجارات مماثلة، والتي من شأنها أن تقود إلى احتقان أكبر وأكبر. من الذي يدفع ثمن هذه الصراعات الدامية في أكثر من قطر عربي؟ من المؤكد أن قطاعات واسعة من المجتمعات العربية تدفع ثمن الصراعات، التي تسير على خطين، الأول في إطار البحث عن السلطة، وفي هذا تستميت بعض الجهات السياسية للحصول على السلطة بأي ثمن، والثاني في إطار الصراع المذهبي، الذي صار يتمدد بشكل أكبر ومخيف، بخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث جرى تجيير الصراع المذهبي لصالح بعض المؤسسات السياسية. لم يتغير العرب، إذ إنهم لم يدركوا بعد أن ثرواتهم يتم تبديدها دون طائل، ويشاركون بعلم أو بدونه في إفقار دولهم ومجتمعاتهم، عندما يفسحون المجال للصراعات الداخلية أن تتحكم في علاقاتهم الداخلية والخارجية، ووجدت إسرائيل، التي استفادت من خلافات العرب فرصة لتأمين نفسها بشكل لم يسبق له مثيل، والكل يشاهد ما يحدث اليوم من ضياع للتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاعتداءات شبه يومية. العرب سلّموا زمام أمورهم لغيرهم، ولهذا نجد مواقفهم السياسية تتباعد في بؤر الصراعات الإقليمية، فضلاً عن الصراعات الداخلية التي لا تزال تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة. هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه العرب اليوم سوف يقودهم إلى مستقبل مجهول، بخاصة في ظل الانقسامات التي تسود علاقاتهم البينية، وتقييمهم للمرحلة التي يعيشونها لا تزال قاصرة، إذ إن ارتهانهم لصناع القرار خارج محيطهم، يحبط أية إصلاحات داخلية تحاول القيام بها بعض الجهات الداخلية، مثلما حدث في ثورات الربيع العربي قبل نحو ست سنوات، والتي تم إحباطها في المهد، فلم يسمح لرياح التغيير أن تأخذ دورها في هذه المجتمعات، وأن يتم التغيير بطريقة سلمية، كما حدث في تونس، التي كانت الاستثناء الوحيد في دول الربيع العربي، حيث قدمت نموذجاً مختلفاً عن تلك النماذج التي نشاهدها في عدد من الدول العربية التي ضربتها الاحتجاجات. صادق ناشر sadeqnasher8@gmail.com