عواصم - وكالات - أعلن، أمس، «المرصد السوري لحقوق الانسان»، ان طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ارتكبت مجزرة مروعة في بلدة الغندورة في منبج شمال حلب، حيث تسبّبت غاراتها بقتل 41 شخصاً، وجرح ثلاثون، جميعهم من الاطفال والنساء. كما شهدت منبج أمس، إعدام «داعش» ما لا يقل عن 24 مواطناً في قرية البوير التي سيطر عليها- مع عدد من القرى - عقب اشتباكات مع «قوات سورية الديموقراطية»، وأحرق منازل فيها قبل مغادرتها.واستمرت الاشتباكات بين «سورية الديموقراطية» والتنظيم شمال منبج، حيث استهدف «داعش» بقذائف الهاون قرى الجغل والصيادة والبطوشية والليالني. وأعلنت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» التي تدعم المستشفى: «مستشفى توليد تدعمه سايف ذي تشيلدرن في ادلب تعرض للقصف» متحدثة عن «ضحايا من دون تأكيد العدد»، في حين أكد «المرصد» ان «مقاتلات روسية استهدفت المستشفى الذي «يؤمن خدمات طبية لنحو 1300 امرأة ويشهد اكثر من 300 ولادة شهريا». وغداة اعلان النظام وروسيا فتح معابر انسانية، خلت الشوارع من المارة، إذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف وتوقفت المولدات الكهربائية في عدد من الاحياء بسبب نفاد الوقود. واكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، ان «المعابر عمليا مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الاخر، اي في مناطق سيطرة قوات النظام». ووضع التلفزيون السوري الرسمي امس شعار «حلب تنتصر»، تزامنا مع بث مشاهد من الاحياء الغربية تخللتها مقابلات مع سكان ومسؤولين محليين يحتفلون بانجازات الجيش. وقال عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد رمضان: «ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب بممرات الموت». وراى ان ما يجري في حلب «تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين ام مقاتلين»، في وقت اعتبرت عضو وفد المعارضة الى جنيف بسمة قضماني في بيان ان «هذه المعابر ليست مخصصة لادخال المساعدات انما لاخراج الناس». واقترح الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، ان «تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرتها»، موضحا ان «الامم المتحدة وشركاءها الانسانيين يعرفون ما ينبغي القيام به، فهذا عملنا(...) اتركوه لنا». وفي باريس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية ان «فرضية اقامة ممرات انسانية تقضي بالطلب من سكان حلب ان يغادروا المدينة لا تقدم حلا مجديا للوضع». وحسب مصدر ديبلوماسي غربي، «يريد الروس والنظام دفع الناس الى تسليم انفسهم وتكرار ما حدث في حمص» العام 2014 حين تمّ اخراج الفي مقاتل من المدينة القديمة بعد عامين من الحصار والقصف اليومي من قوات النظام. في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة فستدمر التعاون الأميركي - الروسي في سورية»، معبّراً عن قلقه من تلك العملية وأنه تحدّث مع الروس مرتين خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. وفي موسكو، ذكرت وزارة الخارجية في بيان، ان روسيا ستواصل التعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لـ «جبهة النصرة» حتى يتم القضاء عليها مؤكدا انها تظل منظمة «ارهابية» تلجأ الى العنف والقوة «مهما غيرت اسماءها».