جدة الشرق اعتمد الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال أمس خطة عمل جديدة للمساعدة في تعزيز الخطوة النهائية للإجهاز على شلل الأطفال في آخر بلدين عضوين بمنظمة التعاون الإسلامي لا يزال فيروس المرض موجودا فيهما وهما باكستان وأفغانستان. وأبدى الفريق في ختام اجتماعه السنوي الثالث الذي عقد بمقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة استعداده لتوسيع دوره ليشمل التوعية بأهمية اللقاحات ضد مختلف الأمراض ودعم المبادرات التي تعود بالنفع على صحة الأم والطفل والتأكيد على أهمية دور علماء الدين الإسلامي في تصحيح فهم الناس حول المسائل الصحية. وتحدث خلال الاجتماع رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، مذكرًا المشاركين بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين «تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء إلا الهرم»، مؤكدا أن السعي للعلاج الطبي ومكافحة المرض لا يتعارض مع إيمان المرء بإرادة الله، لأن ذلك يعادل دفع الإنسان للجوع والعطش عن طريق الأكل والشرب. كما أوضح وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، أن المفاهيم الخاطئة تنشأ عادة بسبب الفتاوى التي يتم إصدارها من قبل غير المختصين وينتج عنها ترك الأطفال عرضة للإعاقة أو الوفاة. من جهته أثنى المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان على دور حكومتي باكستان وأفغانستان لجهودهما للقضاء على شلل الأطفال، وهو جهد تم تأمينه جزئيا من خلال الدعم المقدم من البنك الإسلامي للتنمية. بدوره أفاد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، بأن البنك قدم منحة فنية لدعم جهود الحكومة الصومالية والشركاء للسيطرة على شلل الأطفال الذي اجتاح القرن الإفريقي في عام 2013م، وتمويلا إضافيا بمبلغ 100 مليون دولار إضافية لدعم جهود الحكومة الباكستانية والشركاء لاستئصال الشلل بنهاية عام 2018 بإذن الله. وحث المؤسسات الشريكة في الفريق، خصوصا الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية لنقل خبراتهم الناجحة في مكافحة شلل الأطفال للاستفادة منها في حالات الطوارئ والأوبئة الأخرى ولا سيما في إفريقيا. من جانبه أكد مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا السفير محمد نعيم خان، أن الفريق الاستشاري الإسلامي بات اليوم في وضع يؤهله لمواصلة عمله لتعزيز الرعاية الصحية في الدول الإسلامية التي لا تزال تتحمل عبئا ثقيلا جراء الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتمثل خطرًا على الصحة وتؤدي للوفاة وذلك بناءً على تجربته الناجحة في تحسين خدمات التحصين ضد شلل الأطفال.