الإرهاب في أوروبا بات يشكل التحدي الأول للسلطات الأمنية المسؤولة، إذ لا يمر يوم إلا ونسمع عن حادثة إرهابية شنيعة، كان آخرها اقتحام 2 من الإرهابيين لإحدى كنائس مدينة روان في شمال غربي فرنسا، وقتلهم لما يزيد عن أربعة أشخاص في كنيسة سان أيتيان ... أما ألمانيا فقد كان لها حصتها من الأعمال الإرهابية، إذ تعرضت البلاد خلال 7 أيام إلى 4 أعمال انتحارية وإرهابية وأخرى باستخدام الفأس في سابقة هي الأولى من نوعها. إن ظاهرة الإرهاب في أوروربا أصبحت حالة دائمة وتصب في مفهوم واحد، ألا وهو انتشار العداء ضد المسلمين وتقوية التيار اليميني المتطرف وسيساهم بإنهاء سياسة استقبال اللاجئين والبدء في ما أطلق عليه «سياسة الترحيل» . ففي ألمانيا تزايد القيل والقال بعد أحداث ميونيخ وأنسباخ وفورتسبورغ، انطوت على كيفية محاربة الإرهاب والتصدي لهذه الآفة، التي تهدد أمن البلاد، فيما تواجه الساحة ما أطلق عليه «الإرهاب الفردي» أو الممثل في مجموعة صغيرة من 2 إلى 4 أشخاص في نفس الوقت ارتفعت الأصوات التي تطالب السلطات باتخاذ مزيد من الاحترازات في المناطق الحساسة لاحتواء هذه الظاهرة الخطيرة. فالإرهاب أطاح في ميونيخ بـ 10أشخاص أبرياء وسواء كان الفاعل من مؤيدي التنظيمات الإرهابية أو شخص يعاني من أمراض نفسية، فإن ذلك لا يهم بقدر أن قتل النفس البريئة يصب في كل الأحوال في خانة الإرهاب. وتعددت طرق ممارسة الإرهاب حسب الأحداث الأخيرة فهناك من فجر نفسه أمام مطعم، ومن استخدم الفأس في ترام وقتل وذبح الركاب. وكانت وسائل الإعلام قد قامت بعد هذه الحوادث بنقل بيانات عن تنظيم داعش، تم التأكيد من خلالها بأن هذه الأعمال تأتي على حساب التنظيم الإرهابي. نحن بصدد إرهاب جديد انتقل إلى الساحات الداخلية، بعيدا عن ساحات القتال، الأمر الذي طرح عدة مقترحات لاشك أن أهمها هو التوصل إلى حلول سياسية في أزمات المنطقة العربية للتصدي من نقل أحداث المنطقة على الأرض في أوروبا. فالإرهاب يقوم بحفر البؤر للشباب الوافد في ممارسات لا يمكن الاستهانة بها. الأمر الآخر الذي يبدو أكثر إلحاحا بالنسبة للساحة الداخلية في أوروبا وألمانيا، هو حل مشكلات الوافدين واحتوائهم لعدم سقوطهم في سلاسل الإرهاب والقيام ببرامج إعادة تأهيل للعائدين من ساحات القتال. فالإرهاب «الجديد» و بصورته الحالية يشكل أكبر تحد للأمن والاستقرار.