كرّم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، مساء يوم الأربعاء الماضي الشاعر علي الدميني والشاعر أحمد حسن محمد، والدكتور طارق شلبي، الفائزين بجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع، التي يقيمها نادي الطائف الأدبي الثقافي، في دورتها الأولى، وذلك بحضور سمو الأمير سعود بن محمد بن مساعد، مدير عام إدارة الأندية الأدبية بالمملكة، وعدد من المثقفين وأصدقاء الشاعر محمد الثبيتي وعائلته في قاعة المحاضرات بأدبي الطائف. وفي بداية الحفل قام الجسيس زياد قملو بتقديم فن المجس الحجازي أمام الحضور، مقدماً من خلاله قصيدة بوابة الريح للشاعر محمد الثبيتي، ثم قام وكيل وزارة الثقافة بزيارة معرض جماعة فرقد الإبداعية والذي اشتمل على لوحات تشكيلية لعدد من فناني وفنانات الطائف المنتسبين لجماعة فرقد الإبداعية بالنادي، وكذلك معرض الفنان أمين العصري لفن البونساي وتقزيم الأشجار، ثم بدأ الحفل الخطابي الذي قدمه الشاعر أحمد الهلالي بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد يوسف الصيني، بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي عطا الله بن مسفر الجعيد كلمة ترحيبية بالحضور، وظف فيها عدداً من الاقتباسات من نصوص الشاعر محمد الثبيتي، مشيراً إلى أن حضور ضيوف الحفل يمثل التضاريس التي رسمها محمد الثبيتي، وهنأ في كلمته الفائزين بالجائزة ومهدياً ثلاثة أبيات لروح الشاعر محمد الثبيتي ولكل من حضر هذه المناسبة قائلاً فيها: بين الرمال نما حب التضاريسِ بداية العشق في رسم الأحاسيس يا شاعر البيد لا لوم ولا عتبٌ قد استحق نداكم شدو تقديسي أنت الذي أوقد الإبداع موهبة كالشمس فاء لها ضوء النباريس عقب ذلك تقديم عرض مرئي عن حياة الشاعر محمد الثبيتي وتجربته الشعرية وعددٍ من القصائد بصوته، ثم ألقى أمين الجائزة الدكتور عالي بن سرحان القرشي كلمة تحدث فيها عن أهمية فكرة الجائزة ومراحل بدئها وما قامت به اللجنة حتى إعلان أسماء الفائزين. بعد ذلك أعلن مقرر الجائزة قليل الثبيتي أسماء الفائزين ودعاهم لاستلام جوائزهم وتكريمهم من وكيل الوزارة ومدير الأندية الأدبية حيث عبر الشاعر علي الدميني في كلمته عن شكره للقائمين على الجائزة قائلاً: "ذهب الشاعر محمد الثبيتي إلى بارئه لكن شعره ظل بيننا وأخذ موقعه اللائق ليقف دائما إلى جوار امرئ القيس والمتنبي ومحمود درويش". في حين أشار الباحث والدكتور طارق شلبي إلى أنه فخور بهذه الجائزة التي تحمل اسم هذا العلم الكبير وهو أحد رموز التاريخ في الشعر العربي المعاصر، بينما أشاد الشاعر أحمد حسن محمد بجهود نادي الطائف الأدبي في تبني هذه الجائزة وتكريم الفائزين. وفي ختام الحفل الخطابي ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان كلمة أكد فيها على أحقية الشاعر السعودي علي الدميني بالفوز بجائزة الشاعر الراحل محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الأولى وأنه لا يقل تميزا وتفردا عن شعر الثبيتي، وأشار الحجيلان خلال رعايته احتفال النادي الأدبي بالطائف لتكريم الفائزين بجائزة الشاعر محمد الثبيتي إلى أن الراحل ترك بصمة واضحة وجليّة على خارطة الشعر السعودي المعاصر وهو أحد من رسموا بعمق معالم القصيدة الحديثة حيث تحمل طيات شعره طاقة شعرية مؤثرة على نفس المتلقي وهو صاحب صورة شعرية مبتكرة وصور مستقاة من الصحراء كاشفا عن أن أسلوبه يمتاز بالتمكن في البيت الشعري والقصيدة كالأعشى والمتنبي وغيرهما من جهابذة الشعر العربي، مشيدا كذلك بالشاعر السعودي علي الدميني الفائز في فرع الجائزة الأول وقال إنه متميز وصاحب تفرد شعري واضح، ومعربا عن سعادته بفوز الشاعر المصري أحمد حسن محمد بجائزة الديوان الشعري عن ديوانه "البرد ينسج معطفاً"، وكذلك فوز الأديب المصري الدكتور طارق شلبي في بحث الشعرية. ثم كرم الحجيلان مقرر الجائزة الأستاذ قليل الثبيتي وسكرتيرها الأستاذ أمين العصري بدرعين تذكاريين كما كرم أسرة الشاعر محمد الثبيتي بدرع وأهداهم البحث الفائز تسلمها نيابة عنهم ابنه الأكبر يوسف محمد الثبيتي. وفي نهاية الحفل كرم رئيس نادي الطائف الأدبي وكيل الوزارة ورئيس الأندية الأدبية بدروع تقديرية، وكانت أمانة جائزة "الشاعر محمد الثبيتي للإبداع " قد أعلنت أسماء الفائزين بالجائزة في فرعي "الديوان الشعري" والأبحاث الشعرية"، والتي أخضعت لتحكيم من قبل لجان متخصصة، وذلك بعد أن منحت الهيئة فرع الجائزة الأول (التجربة الشعرية) للشاعر السعودي علي الدميني وقيمتها 100000 ريال. وكان الشاعر الفائز في الفرع الثاني (الديوان الشعري) لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع بنادي الطائف الأدبي الشاعر المصري أحمد حسن محمد صاحب ديوان (البرد ينسج معطفاً) وقيمتها 50000 ريال، والفائز في الفرع الثالث للجائزة (بحث الشعرية) البروفيسور طارق سعد شلبي، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس وكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وقيمتها 50000 ريال، إثر ذلك بدأت الأمسية الشعرية التي أقامها النادي للفائزين بالجائزة أدارها الشاعر أحمد البوق حيث ألقى الشاعران علي الدميني وأحمد حسن محمد نصوصاً متنوعة من قصائدهم تفاعل معها الحضور، فيما قدم الدكتور طارق شلبي قراءات نقدية مختلفة حول إبداع الشاعر محمد الثبيتي.