نوه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالعلاقات المتينة القائمة على أواصر الاحترام المتبادل بين بلاده والمملكة، مشيرا في حوار لـ«عكاظ» إلى أن المملكة شريك استرتيجي لبلاده ومؤكدا في الوقت ذاته على دعم برلين للجهود الرامية لتحقيق مسار دبلوماسي سياسي للأزمة اليمنية ومحاربة الإرهاب. وأشار إلى دعم بلاده للحكومة العراقية ضد تنظيم داعش، داعيا إلى تضافر الجهود الدولية من أجل اقتلاع هذا التنظيم من جذوره. وحول الأزمة السورية، قال شتاينماير إن الأزمة السورية وأزمات الشرق الأوسط تتطلب حلولا عاجلة في المرحلة المقبلة، فيما أكد على دور بلاده في دعم اتفاق شامل مع إيران بشأن النووي الإيراني في نهاية شهر يونيو المقبل.. فإلى تفاصيل الحوار: • حدثنا عن مسار العلاقات الألمانية السعودية في ظل الأحداث الجارية؟ •• من المؤكد أن التواصل مع المملكة يشكل أهمية خاصة في السياسة الألمانية، كما أننا نعتبر أن الدور السعودي هو دور محوري وهام ويعني مفتاح لحلول أزمات المنطقة، فالمملكة شريك استراتيجي لألمانيا وهناك قنوات اتصال عديدة تعمل على دعم العلاقات بين البلدين ولقد أتيحت لي الفرصة في زيارتي الأخيرة للمملكة أن أتعرف عن قرب لما يمكن مواصلته في شأن أزمات المنطقة والأزمة اليمنية الطاحنة فضلا عن ملف محاربة الأرهاب والتنظيمات الأرهابية مثل تنظيم داعش. • تابعتم ملف اليمن كما ذكرتم.. كيف ترون الموقف الآن بعد اجتماع الرياض وتأجيل اجتماع جنيف؟ •• مما لا شك فيه أن اجتماع الرياض كان هاما جدا وضروريا، قناعة منا أن المملكة تعمل من أجل تحقيق مسار سلمي في الأزمة اليمنية ودعم السلطة الشرعية في اليمن ونحن ندعم موقف الرياض في هذا الشأن ونرى أن حل الأزمة اليمنية يمكن أن يتحقق بخطوات تبدأ بعملية وقف إطلاق النار مرة ثانية وهنا نطالب جميع الأطراف الذين انقلبوا على السلطة الشرعية بوقف القتال والالتزام بمقررات الأمم المتحدة وهو الأمر الذي يمهد بالتالي إلى حوار بناء تشارك فيه جميع الأطراف للتوصل إلى عملية سياسية وسلام في اليمن كما أننا ندعم المبعوث الدولي للأمم المتحدة اسماعيل ولد شيخ أحمد في مهمته ونرى أن تأجيل محادثات جنيف للسلام في اليمن يأتي في ظل مطالب يمنية من السلطة الشرعية للبلاد في نفس الوقت ندعو إلى سرعة إجراء المحادثات في ضوء تنفيذ القرار الأممي رقم 2261. أعتقد أن المرحلة المقبلة ستشهد حراكا دبلوماسيا واسعا رغم الصعاب لاستضافة مؤتمر سلام حول اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة وما نطلبه اليوم هو تسهيل وصول المعونات الإنسانية العاجلة الى المواطنين في اليمن. • ما هو الإطار الذي وضعته برلين لدعم التحالف الدولي ضد التنظيم الأرهابي داعش؟ •• اذا بدأنا بالأحداث الأخيرة وما يشهده العراق من جراء ممارسات التنظيم الإرهابي داعش فلا بد من القول إن الأعمال الأرهابية باتت تشكل مخاطر قاتلة للمواطنين في العراق وخارج العراق وهو الأمر الذي يدعو الى تكاتف الجهود لمواجهة ارهاب داعش، ولقد بادرنا من جانبنا في ألمانيا وبعد موافقة البرلمان الألماني في سبتمبر الماضي بدعم البشمركة بالعتاد والمساعدات العسكرية والفنية لمحاربة داعش في نفس الوقت نعمل على دعم الحكومة العراقية وقمنا أخيرا في اطار مبادرة ألمانية عراقية بتقديم مقترح الى الأمم المتحدة لأصدار قرار أممي يدين هدم وتدمير التراث الإنساني والتاريخي في العراق. وبرأيي أن تدمير المدن الأثرية في العراق يأتي ضمن جرائم الحرب تماما كما هو قتل الأبرياء وتصفيتهم وتهجير المواطنين. • ما هي آخر مستجدات التفاوض النووي مع إيران خاصة أن هناك تصريحات تطالب بمد المدة إلى ما بعد نهاية يونيو المقبل؟ •• عملية التفاوض مستمرة مع ايران وأمامنا الآن ما يقرب من 5 أسابيع للتوصل الى الاتفاق النهائي ونحن متمسكون بتاريخ نهاية يونيو وهذا هو موقفنا في الأساس والمفاوضات متواصلة بين خارجيات الدول الخمس وألمانيا في فيينا. غير أن هذا الاتفاق ينبغي أن يكون مرتبطا بملف سياسي يتناسب مع أمن واستقرار منطقة الخليج انطلاقا من أن أمن الخليج يشكل عمقا استراتيجيا وأمنيا ليس فقط للمنطقة وانما لأوروبا وهو أمر بات معروفا اليوم ولا جدال فيه. • ما هي نتائج زيارتكم الأخيرة للشرق الأوسط في ظل جهود أوروبية لاستئناف عملية سلام في الشرق الأوسط؟ •• لقد عدت من الأردن ولبنان الدولتين المتأثرتين بشكل مباشر من الحرب الدائرة في سوريا والعراق فكل دولة من الدولتين تتحملان تحديات لا حصر لها من جراء نزوح اللاجئين وهو أمر يجعلنا نواصل دعمنا للأردن ولبنان وعملنا على أن تتاح الفرصة لـ60% من أطفال مخيمات اللاجئين من الذهاب إلى المدرسة. بالطبع نحن نعمل مع شركائنا لحل أزمات الشرق الأوسط سواء كان ذلك الأزمة السورية أو الأوضاع في العراق بعد إرهاب داعش، أما ما يخص قضية السلام في الشرق الأوسط فقد استقبلت أخيرا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني وتناقشنا مع ممثلي المنظمة للشأن الفلسطيني وهم من السلطة الفلسطينية والمملكة وتركيا وماليزيا حول السلام في الشرق الأوسط ومحاربة التطرف.