بعد أكثر من عشرين عامًا من حمله واحدةً من أهم الحقائب الوزارية السعودية، ترجَّل الوزير المثير للجدل كثيرًا، الدكتور إبراهيم العساف، تاركًا إرثًا تاريخيًّا لواحدة من أهم مراحل الخزانة السعودية في عهد الوزير المترجل. وكان الأمر الملكي الصادر هذا المساء قد أعلن إعفاء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف من منصبه وزيرًا للمالية، وتعيينه وزيرًا للدولة وعضوًا بمجلس الوزراء. وهو القادم للمجلس منذ العام 1416هـ.    وكانت الخزانة السعودية في عهد الوزير العساف قد مرت بمراحل مختلفة، وذلك من ارتفاع الدين العام للدولة وانخفاض مداخيلها في فترات مختلفة، حتى سنوات الميزانيات التاريخية غير المسبوقة، وانخفاض الدين العام مرة أخرى، ومراحل سابقة كان العساف يؤكد خلالها عدم الحاجة للاقتراض من الخارج، حتى متابعته مؤخرًا مفاوضات بيع السندات، وكذلك تأكيداته عدم الحاجة لخفض الرواتب أو إلغاء البدلات، حتى إعلان وزارته ضرورة التقشف.   الوزير المثير للجدل إضافة إلى كونه أقدم وزير في المجلس حتى الآن، يُعَدُّ العساف ضمن أكثر الوزراء المثيرين للجدل في تاريخ المجلس، وخصوصًا خلال السنوات السبع الأخيرة على وجه الخصوص؛ إذ تردد اسمه في مقالات الكتّاب وتقارير الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ما أكسبه حضورًا في المشهد العام.   وعلى الرغم مما يوجَّه كثيرًا للعساف من انتقادات حول السياسة التي يدير بها شؤون الخزانة السعودية، وما يتم تحميله من سياسات اقتصادية واستثمارية، حتى قرارات التقشف الأخيرة، بل حتى الحملات الإعلامية والإلكترونية التي طالبت صراحة بإعفائه في وقت سابق، إلا أن الوزير كان قليل الظهور الإعلامي والرد على تلك الاتهامات والانتقادات حتى ظهوره الأخير عبر برنامج "الثامنة".   ابن "عيون الجواء" التابعة لمنطقة القصيم، والمولود عام 1949، يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من "جامعة ولاية كولورادو" بالولايات المتحدة الأمريكية، والماجستير في الاقتصاد من جامعة دنفر بكولورادو، والبكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الملك سعود.   "تويتر": شكرًا للعساف وفور صدور الأوامر الملكية، التي كان أبرزها على الإطلاق إعفاء الدكتور إبراهيم العساف، تتابعت ردود الأفعال على "تويتر"؛ إذ تم تداوُل الهاشتاق "شكرًا إبراهيم العساف" على نطاق واسع في السعودية.   ووصف المغرد فهد العليان العساف بأنه "رجل دولة، استراح أخيرًا بعد قصة نجاح طويلة". ويضيف عبدالله الصقعبي "بالرغم من كل ما يُقال حوله لا أحد ينكر أنه قدّم خدمات لوطنه في العديد من المناصب منذ عام ١٩٧١م".    ويرى عائذ المبارك أن العساف "أدار أزمات عدة باقتدار واحترافية". واعتبر محمد الكلثمي أنه "لا ينكر أدواره في الدفع بعجلة التنمية في السعودية إلا جاحد أو جاهل". ويقول محمد الدغيلبي "رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بطبيعة الحال القطيع يستعصي عليه مجرد الاستيعاب، لكن هذا ليس موضوعنا. من القلب نقول شكرًا إبراهيم العساف".    رسام الكاريكاتير علق ضمن هاشتاق شكر العساف، وقال: "مَن وازن بين المداخيل والمصروفات في ظل مداخيل متغيرة ومصروفات غير مقررة بالتأكيد رجل عظيم". وعلق الدكتور محمد العزام على الهاشتاق وكتب: "خالص الشكر والتحية لمعاليه، والدعوة له بالتوفيق، وتقديم المزيد للوطن من موقع جديد".    "الجدعان" ومرحلة التقشف  عبَّر مغردون آخرون عن أهمية المرحلة المقبلة لوزارة المالية، والملفات المطروحة أمام الوزير الجديد، حتى تلك التي كانت محل انتقاد دائم للوزير السابق، مثل ملف تنويع مصادر الدخل للمملكة، وملف الاستثمار، وملف الضرائب التي كانت ضمن آخر مهام العساف قبل إعفائه خلال اجتماعات وزراء المالية بدول مجلس التعاون. وتأتي التساؤلات عن الفارق الذي سيُحدثه وزير المالية الجديد محمد الجدعان في المرحلة التي ترفع فيها وزارة المالية شعار التقشف.