×
محافظة المنطقة الشرقية

جرذان أكبر حجماً من الأغنام

صورة الخبر

كشف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة مكة المكرمة المستقيل طلال مرزا عن أن وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة حاول إثناءه عن الاستقالة التي تقدم بها إلا أنه لم يفلح في إقناعه بالعدول، معتبرا ذلك أمرا ينفي وجود ضغوط خارجية تمت ممارستها عليه لتقديم استقالته على حد تعبيره. وكان نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتور مازن تونسي قد أعلن أمس خلال اجتماع مجلس الإدارة عن قبول وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة للاستقالة التي تقدم بها رئيس المجلس طلال مرزا الثلاثاء الماضي. وأوضح مرزا الموجود حاليا بألمانيا في حوار لـ عكاظ أنه لا يوجد أزمة مالية، مشيرا إلى أنه ترك موقعه بناء على قناعته بأن الأجواء غير مناسبة للعمل بحسب وصفه، وقال: إن الخلافات ستعطل الغرفة وأعمالها، لذلك آثرت مصلحة مكة وأهلها.. فإلى الحوار: * ما مبررات استقالتك المفاجئة؟ استقالتي جاءت لتحقيق المصلحة العامة في الوطن وفي مكة المكرمة وأهلها وتجارها لأن بيئة العمل باتت غير صالحة حتى وصلت إلى قناعة تفضي إلى الخروج من دائرة الغرفة ورئاستها حتى أفسح المجال لرجالات مكة المكرمة. * لماذا اخترت الإعلان عنها من ألمانيا؟ تكونت قناعتي المطلقة في الاستقالة أثناء وجودي في ألمانيا في هذه الأيام لذلك أعلنتها من هناك. * أجد في حديثك ألما وحسرة على ما آلت إليه الأوضاع في غرفة مكة.. يبدو أن المستقبل غير مطمئن. لن أكون متشائما أكثر مما ينبغي، لكن أتمنى الخير لغرفة مكة في المستقبل، ولابد أن يستشعر الجميع أن خدمة مكة المكرمة واجب وشرف لا يضاهيه شرف، المهم أن يحتاج الجميع إلى التنصل من حظوظ الذات، والنظر إلى المستقبل. * لكن أهالي مكة يرون أنك الرئيس الذهبي بعد إطلاق مبنى الغرفة النموذجي في عهدك، فلماذا رحلت وتركت كل آمال المكيين؟ كانت الأجواء في الدورة السابقة تحفز على العمل والإنتاجية وروح الفريق الواحد سيطرت آنذاك على الجميع، لكن الدورة الحالية تبدل الحال فيها ولم تعد البيئة صالحة للعمل بل إن اجتماعات مجلس الإدارة في هذه الدورة خرجت عن النطاق الذي يخدم العمل، فخشيت أن نتهم بتعطيل أعمال مكة المكرمة وغرفتها ورجالها، لذلك رأيت أن الرحيل قد حان، ورغم ذلك فأنا ابن مكة وخادمها في أي وقت وفي أي موقع آخر، وسأظل داعما لغرفة مكة رغم استقالتي. * كنا نتوقع منك تنازلات لصالح مطالب بعض الأعضاء لكنك فضلت مبدأ ترك الجمل بما حمل فلماذا؟ اتبعت كل الوسائل لرأب الصدع الذي حصل غير أنني لم أجد تفاعلا يوازي حجم التنازلات التي قدمتها لذلك كانت النتيجة هي الاستقالة من رئاسة المجلس ومن كل عضوياتي في الغرفة التجارية على أمل أن تخدم استقالتي الصالح العام. * البعض يرى أن الاستقالة المفاجئة كانت بسبب ضغوطات خارجية من عدة جهات، وبإرادة بعض الشخصيات المؤثرة، ما صحة ذلك؟ هذا غير صحيح لأن الاستقالة كانت خياري منذ فترة بعد أن رأيت الأمور تمضي خارج نصابها الطبيعي ولم أجبر عليها، وحين وصلت إلى ألمانيا فكرت في ما يخدم مكة المكرمة حتى وجدت أن قرار الاستقالة مناسب للجميع، فتقدمت بها إلى وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة الذي حاول أن يثنيني عنها طوال خمسة أيام حتى أبلغته أن مصلحة مكة فوق الجميع؛ فوافق عليها مشكورا. * إذن يمكننا تفسير هذه الاستقالة بالهروب من مواجهة التحديات والصراعات القائمة. ولمَ تفسر الاستقالة بالهروب، فأنا لم أهرب من مواجهة الصراعات، وكل بيئة عمل فيها تحديات لكن وصلت إلى قناعة تقضي بأن تنحي طلال مرزا شجاعة تخدم غرفة مكة فاتخذت القرار فورا. * خدمت غرفة مكة المكرمة طيلة 5 سنوات رئيسا، و8 سنوات نائبا، و8 سنوات عضوا، كيف تقرأ منجزات الغرفة ومستقبلها؟ مكة غنية برجالاتها، وكان لي شرف خدمتها في الفترة الماضية وسأظل كذلك، علما بأنني عضو في عدة جمعيات خيرية وأهلية تخدم مكة المكرمة، وأتوقع أن تستمر المنجزات في المستقبل طالما كان الهدف هو المصلحة العامة. * يجري الحديث عن وجود بوادر أزمة مالية خانقة؛ كيف هو وضع الغرفة ماليا؟ لا أعتقد أن كل ما يقال صحيحا، لأن الالتزامات المالية على الغرفة التجارية هي ارتباطات مع المقاول المنفذ للمبنى، وقد جرى جدولتها وبالتالي لا توجد أزمة مالية في الغرفة مطلقا. * هل لديك دراية بملامح الرئيس المقبل، ومن الأصلح في نظرك؟ علاقتي بالغرفة انتهت بتقديم استقالتي، ولا أعلم من سيكون الرئيس المقبل لكن أتمنى أن يكون الرجل الذي يخدم مكة وأهلها. * أخيرا.. ماذا تقول لأهل مكة وأنت تودع غرفتها؟ أقول سامحوني واعذروني، فقد حرصت على خدمة مكة كيانا وإنسانا لكن الأمواج سارت بخلاف التوقعات، وبت في بحر لجي تتلاطمه الأمواج، لذلك قررت التنحي، وسأظل خادما لكم مستقبلا في أي موقع آخر.