قال مسؤول يمني إن عناصر تنظيم القاعدة يواصلون محاولاتهم لزعزعة الاستقرار بمدينة المكلا في حضرموت، وذلك بعد تحريرها منهم على يد التحالف العربي والقوات اليمنية الشرعية، من خلال تنكرهم بالملابس النسائية، لاجتياز الحواجز الأمنية المنتشرة حول الحزام الأمني للمدينة، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية. وكشف اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن، أن إحدى نقاط الحزام الأمني لمدينة المكلا تمكنت من إلقاء القبض على 7 عناصر من تنظيم القاعدة، وهم يرتدون الملابس النسائية ويستقلون إحدى سيارات الأجرة أثناء توجههم إلى المكلا، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين والمنشآت الحيوية في المدينة، لزعزعة الاستقرار وإبقاء السكان في حالة من الرعب وعدم الثقة بقدرة التحالف العربي والقوات اليمنية على بسط الأمن في المدينة. وأكد اللواء البحسني لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات القبض على عناصر التنظيم متنكرين بملابس النساء ازدادت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث يراهن التنظيم على العادات والتقاليد التي تراعي حرمة النساء وعدم التعرض لهن، إلا أن الخبرات التي اكتسبتها القوات اليمنية من خلال تدريب أفرادها من قبل قوات التحالف العربي على عمليات محاربة الإرهاب، ساهمت بشكل كبير في الكشف عن كثير من العناصر الإرهابية أثناء تخفيهم. ونوه بتحسن العمليات الأمنية في المدينة، من خلال تعزيز قدرات الكوادر المشاركة في نقاط الحزام الأمني حول مدينة المكلا، «بحيث باتت قادرة على التعامل مع أي تحركات مشبوهة للإرهابيين، خصوصا المتنكرين بملابس النساء»، لافتًا إلى أن «الوضع الأمني عمومًا في المكلا يشهد تطورًا ملموسًا، والحياة تعود إلى طبيعتها بشكل تدريجي، علاوة على توفير الخدمات للسكان وضمان ديمومتها». وفي تعليق له حول هذه الممارسة، قال الشيخ محمد الجدلاني، القاضي السابق في ديوان المظالم بالسعودية والمحامي الحالي، إن «العناصر الإرهابية ارتكبوا كممارسة جرمية من ناحية الشرعية، ما هو أكبر وأشنع من التخفي بلبس المرأة، وذلك من خلال تكفيرهم المسلمين، واستباحتهم دماء المسلمين، والإفساد في الأرض، وإضرارهم بالقضايا الإسلامية الكبرى مثل قضايا (الجهاد)، والدعوة، والإغاثة». وقال الجدلاني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «ثلاث ملفات أساسية كان فيها خير وصلاح للإسلام والمسلمين؛ كلها تضررت بسبب أفعال هؤلاء، التي هي قضايا: الجهاد، والدعوة إلى الله التي شوهت بسببهم وحوربت ووضعت أمامها العراقيل كلها بحجة محاربة الإرهاب الذين هم سببه، والأعمال الإغاثية تضررت وحجمت وشددت الرقابة عليها، وهو ما أثر بشكل سلبي على أعمال إغاثة المسلمين بسبب هذا الفكر المتشدد، والتخريب في الأرض». وتابع: «ما يفعلونه من التنكر بزي النساء يضاف إلى سجل إجرامهم، ومن زاوية أخرى، نحن مأمورون في أحوال مثل هذه بأن نأخذ الحيطة والحذر، الشرطة أو الجيش أو حرس الحدود، ويجوز لهم تفتيش النساء حتى لو كانت امرأة حقيقة». وأكد أن «الغدر أصبح صفة من صفات الإرهابيين، حيث إنهم استباحوا كل شيء.. فجروا المساجد، وقتلوا الأقارب، وهو يريدون من ذلك أن يصلوا إلى فكرهم التخريبي وتنفيذ أعمالهم الإجرامية بأي وسيلة، وهم ينظرون إلى أن الغاية تبرر الوسيلة، وهو ما يجعلهم يتنكرون بزي النساء لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية». وعلى صعيد متصل، وبالعودة إلى اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن، فقد قال إن القوات اليمنية مسنودة بقوات التحالف العربي، تمكنت من العثور على مخبأ أسلحة وذخائر متوسطة وثقيلة تقدر بأكثر من 14 شاحنة نقل مقطورة؛ جزء كبير منها تم نهبه من ألوية المكلا، وجزء آخر تم الحصول عليه من عمليات التهريب عبر موانئ المكلا، حيث تم العثور على المخبأ في منطقة جبلية وعرة في الكعش، وقد استغرقت عمليات استخراج الأسلحة أكثر من عشرة أيام». ولفت البحسني إلى أن «عمليات ضبط الأسلحة المخبأة في المكلا تسير على قدم وساق، ويتم يوميًا الكشف عن كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر المخبأة في عدة أماكن، سواء في المناطق الجبلية الوعرة أو داخل المدينة، وذلك كون تنظيم القاعدة الإرهابي كان يسعى إلى تجميع أكبر كميات ممكنة من الأسلحة لتنفيذ مخططاته المستقبلية، إلى جانب استغلال هذه الأسلحة لتوفير الأموال من خلال عمليات بيع الأسلحة التي كانت تتم بشكل مباشر للانقلابيين على الشرعية، الأمر الذي يفسر معارضتهم المطلقة لعملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة، كونها كانت تمثل لهم شريان حياة للتزود بالأسلحة، مما يؤكد العلاقة الوثيقة التي تربط الطرفين، وإن كانت أهدافهما مختلفة، إلا أن طريقة تحقيقها تجمعهما معًا».