تقوم البرلمانات في أغلب دول العالم بتمثيل المواطن في توجيه سؤال مهم للوزراء، وهو ماذا قدمتم لنا؟ تولَّى وزير الاقتصاد والتخطيط طرح هذا السؤال على نفسه وعلى زملائه. وقد استنبط ذلك السؤال من توجيهات خادم الحرمين الشريفين ومطالبته المستمرة وحرصه على أن يكون المواطن وخدمته أولوية. سؤال وجيه لم يسأله مجلس الشورى بالطريقة التي نريدها، بل من خلال قراءة تقرير سنوي عن إنجازات الوزارة، ومناقشته بتقرير آخر يصدر عن المجلس. أي أن المجلس لم يسأل المواطن ماذا قدمت لك الوزارة الفلانية؟ لم يبحث عن المتضررين من البطالة أو السيول أو الأخطاء الطبية أو قضايا المحاكم المؤجلة بالأعوام. سؤال وجيه لأنه يعزز الشفافية ويؤكد أن الوزارة مسؤولة أمام الرأي العام. عندما تكون أنشطة الوزارة مكشوفة للمجتمع فهي تحت وابل من الشكاوى والتظلمات، لكن تبقى وزارات مختفية بسبب دورها الذي لا يلاحظه المواطن، أو لا يهتم به كوزارة الاقتصاد والتخطيط التي يعرفها المواطن مرة كل عشر سنوات عندما يدخل إلى منزله أحد المعلمين ويوجه له مجموعة من الأسئلة ثم يغادر. سؤال وجيه أتمنى أن يتبناه الوزير ويباشر بالإجابة عنه من خلال تقديم معلومات للمواطنين عن الخطط للسنوات الـ 50 المقبلة. ما خطة الوزارة لإيقاف الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل؟ ما مستوى دخل الفرد المتوقع، وما آليات تحسين الظروف المعيشية للمواطنين؟ ما وضع الإسكان في المملكة خلال السنوات المقبلة؟ كيف تنوي الوزارة التعامل مع الجهات التي لا تلتزم بالخطة العامة للدولة؟ وزارة التخطيط يفترض أن تكون من أهم الوزارات لأنها مسؤولة عن التعرف على المشكلات والتهديدات والتحديات التي تواجه الدولة، وتوحيد أنشطة جميع قطاعات الدولة في سبيل مواجهة التحديات، وتعظيم الاستفادة من الفرص التي تتاح لخدمة الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة الإسكان. وهي بهذا مطالبة بتقديم معلومات كاملة عن الجهود في المجالات التي تهم كل مواطن وتدعم دور المملكة كراعية للحرمين الشريفين، وأكبر دولة منتجة للنفط، وإحدى دول العالم العشرين المعروفة بمجموعة G20. فليسمح لي الوزير بتوجيه السؤال له مرة أخرى: ماذا قدمت وزارة الاقتصاد والتخطيط للمواطن؟