أكدت شركة «إنفيسكو» أن ثقة المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط مستقرة على رغم تحديات الظروف الخارجية، وأن رؤوس أموال سيادية جديدة تتدفق إلى الأسواق الأميركية الواعدة فيما تبتعد الاستثمارات عن أسواق البرازيل وروسيا والصين.وأصدرت الشركة تقريراً جاء فيه: «أصبحت الأصول العقارية المقصد الأول للراغبين في زيادة مخصصات الصناديق السيادية في الشرق الأوسط للاستثمارات البديلة بشكل أسرع من مخصصات الاستثمار في حصص الشركات الخاصة والبنى التحتية». واستعرض تقرير الشركة بعنوان «إنفيسكو غلوبال سوفيرين أسّيت مانَجمنت» السلوك الاستثماري المعقَّد لصناديق الثروات السيادية والمصارف المركزية عبر استطلاع آراء 77 مسؤول استثمارات سيادية ومدير احتياط خارجي في العالم. ويدير هؤلاء 66 في المئة من الأصول السيادية و25 في المئة من الاحتياطات الخارجية العالمية بما مجموعه 8.96 تريليون دولار. وأشار التقرير إلى أن ثقة المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط حافظت على استقرارها على رغم استمرار تقلبات الأسواق وانخفاض أسعار النفط، حيث واصل المستثمرون انتهاج سياسة طويلة الأمد، والى وجود توجه قوي لتفضيل الاستثمار في الولايات المتحدة على مناطق أخرى من العالم إضافة إلى وجود إقبال متزايد على الاستثمار في الأصول العقارية في سياق السعي الى دفع المخصصات نحو الاستثمارات البديلة. وأكدت «انفيسكو» أن المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط أكثر استعداداً من حيث قدراتهم، على رغم تأثر أداء الاستثمارات السيادية بأحوال الاقتصاد الكلّي الناجمة عن استمرار انخفاض أسعار النفط ومتوسط العائدات السنوية للمحافظ الاستثمارية. وجاء في الدراسة: «لا يزال صافي التدفقات إيجابياً على صناديق الديون والتنمية (...) بينما بلغ متوسط نسبة التمويلات الجديدة 3 في المئة من الأصول، وسحب المستثمرون السياديون المتوسطو الحال أو تخارجوا من 7 في المئة من الأصول في سياق محاولتهم التعامل مع تحديات التمويل». وطالت الفترات الزمنية للاستثمار بالتزامن مع سعي المستثمرين في الشرق الأوسط للتعامل مع التحديات، حيث زادت من 7.1 سنوات إلى 7.7 سنوات خلال السنوات الأربع الماضية وسط اهتمام مستمر بتنويع المكاسب وارتفاع تكاليف توفير السيولة للراغبين في التوجه نحو الاستثمارات البديلة. وأشار التقرير إلى أن ثقة المستثمرين السياديين ظلت مستقرة إجمالاً عند مستوياتها السائدة منذ العام 2013، حيث أظهر مؤشر «إنفيسكو» لثقة المستثمرين السياديين أن نسبة تلك الثقة ظلت مستقرة من 7.2 نقطة عام 2014 إلى 7.3 نقطة هذه السنة. وقال رئيس دائرة «إنفيسكو» للصناديق السيادية المؤسساتية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أليكس ميللار، أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر الأسواق جذباً للاستثمارات السيادية وأضاف: «على رغم أن بريطانيا كانت في الماضي السوق المتطورة المفضلة للاستثمارات السيادية في الشرق الأوسط، إلا أن الولايات المتحدة تفوقت عليها لتتصدر وجهات تلك الاستثمارات في العام الحالي. إذ ارتفعت جاذبية الأسواق الأميركية من 8.2 نقطة عام 2014 لتبلغ 8.3 نقطة هذه السنة». ويؤكد التقرير وجود مخصصات جديدة للاستثمار في الأسواق الواعدة والابتعاد من أسواق دول «بريكس» وأضاف: «ارتفعت قيمة المخصصات الجديدة للاستثمار في الأسواق الواعدة، حيث ازدادت في الأسواق الآسيوية الصاعدة من 1.5 في المئة عام 2014 إلى 2.3 في المئة عام 2015، كما ارتفعت في الأسواق الأفريقية من 1.0 في المئة إلى 2.6 في المئة خلال الفترة ذاتها». في المقابل فقدت أسواق دول «بريكس» جاذبيتها في نظر المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط وسط أداء أضعف لاستثماراتهم، باستثناء الهند لتصبح أكثر جاذبية. ولفت التقرير الى أن المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط ركزوا خلال العامين الماضيين على زيادة مخصصات الاستثمار في البنى التحتية وحصص رؤوس أموال الشركات الخاصة، إلا أن مواقفهم تغيرت في 2016 حيث يتوقع عدد أقل منهم للمرة الأولى من نوعها، زيادة استثماراته في هاتين الفئتين من الأصول. ويتوقع المستثمرون السياديون العالميون زيادة مخصصاتهم للاستثمار في الأصول العقارية المحلية والعالمية بشكل يفوق مخصصات الاستثمار في أية فئة أصول أخرى، لتلبية حاجتهم لتنويع استثماراتهم وتحقيق العائدات التي يستهدفونها.