أكد الدكتور محسن آل حسان أن التعصب سلوك موجود منذ العصر الجاهلي وظل يشكل حلقة من حلقات الصراع بين الأمم. وأضاف أن التعصب عادة ما يخلق صعوبات نفسية وحواجز تمنع التلاقي الفكري والثقافي والتواصل وهو السبب في تأخير الأمم والشعوب. وأضاف الدكتور آل حسان، أن التعصب أيا كان نوعه ومصدره وهويته فهو بلا شك انغلاق فكري وغشاوة على العقل والعين والبصيرة وتفكير وميل في اتجاه واحد فقط، وزاد الإعلام في كل بلد يقع ضمن رسالته الاجتماعية والإنسانية محاربة العصبية والتطرف واتخاذ المواقف المناهضة للنهج والتفكير والتوجه الجماعي بل من أولويات مهامه إظهار الحقيقة وتبني الموضوعية والمصداقية في الطرح والأمانة في الممارسة وهكذا ينبغي أن يكون بدوره. جاء ذلك خلال الأمسية الثقافية التي أقيمت أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان محايل الشتوي «محايل أدفأ» برعاية محافظ محايل رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية محمد بن سعيد بن سبرة وعدد من مديري الإدارات الحكومية والإعلاميين والمثقفين. وشارك في الندوة كل من الدكتور محسن علي آل حسان والدكتور خالد علي أبو عرب وسعود سالم الشيباني وعبدالله شاهر عسيري وأدارها والمشرف عبدالعلام الفلقي. وتناول الدكتور سالم الشيباني خلال الحوار في الندوة دور المنابر الإعلامية في تأجيج العصبية. وقال إنه وبكل أسف نجد الكثير من المنابر الإعلامية بمختلف وسائلها وآلياتها وأدواتها تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تأجيج التعصب وتساعد في حجب الحقيقة متناسية دورها الأساسي ومبتعدة عن رسالتها تجاه المجتمع، وأضاف أن الإعلام في المملكة منضبط بدرجة عالية وهو ينهج سياسة حكيمة تنطلق من المواقف الحكيمة للقيادة الرشيدة واستشهد بموقف من مخاطر تأجيج الإعلام الجديد لإثارة الفتن بالدراسة الأكاديمي للكاتب السعودي الدكتور عبدالله الطائر والتي اوضح من خلالها أن 690 ألف مغرد من إيران ومصر وأمريكا شاركوا في وسم قيادة المرأة للسيارة خلال تناول الاعلام لهذا الموضوع. أما الدكتور خالد أبو عرب فقد بين خلال طرحه إن الإعلام يحمل رسالة سامية تبدأ بالعمل على غرس القيم النبيلة في المجتمع وتعزيز ثقة المواطن في من حوله وتكريس الأمان والاستقرار النفسي وتوضيح الحقائق وتصحيح الصور الذهنية المغلوطة والمفاهيم الغامضة. وأكد عبدالله شاهر عسيري أن الإعلام لابد أن يضبط ويراقب ويوجه لأن ممارسته دون ضوابط قد يسهم في خلق جيل متعصب وينشر السلوك الاجتماعي السلبي. واتفق المحاضرون على كيفية وضع حد للتعصب الاعلامي ابرزها ارتقاء الإعلاميين بحسهم الوطني والإعلامي وتوخي الدقة والمصداقية والموضوعية إضافة الى التدريب والتوعية من خلال عقد دورات توعوية للعاملين في الحقل الاعلامي تسهم في رفع الحس الوطني والمهني والأخلاقي وتعزيز المبادئ الإنسانية الرفيعة والأهداف السامية النبيلة للإعلام. وفي نهاية الندوة قدم محافظ محايل درع مهرجان محايل أدفأ للمحاضرين وقدم شكره لهم على ما قدموا من طرح في هذه الندوة.