منارات شامخة في حاضر الدولة، وقناديل مضيئة أمام الأجيال.. رجال ونساء تركوا بصماتهم العطرة سيرة كفاح ورحلة نجاح، لم يعرفوا اليأس يوم أن كانت ذات اليد قليلة، ولم يعرفوا الغرور يوم أن أضحت نسائم النجاح عليلة.. في جعبة كل واحد منهم آلاف الذكريات، وفي كلماتهم آلاف العبر.. نقف كل يوم عند محطة جليلة لقامة إماراتية كبيرة. تأثر بمعلمه فاختار تخصصه، اتخذ من العلم سلاحاً، فبدأ معلماً في جامعة الإمارات، ثم وكيلاً في وزارة التربية والتعليم، ثم انضم إلى جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وله إسهامات في صياغة خطط واستراتيجيات تعليمية.. وبصماته مطبوعة في مسودات عدة قوانين، ورغم كل الترقيات والمناصب الجديدة التي تقلدها وعمل بها، إلا أن الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، لم ينس أنه معلم جغرافيا، إذ لا يكفُّ عن تذكير ابنته الصغرى بأهمية هذه المادة في الحياه العملية، والتي مكث في تدريسها ما يقارب من 12 عاما، بينما أفنى 8 أعوام في رسم خارطة التعليم التي تخدم أفراد المجتمع كافة. ولرمضان إحساس استثنائي في حياة المهيري فهو يراه شهراً عائلياً بامتياز، وفرصة للاعتكاف والاستزادة من قراءة القرآن والعبادات. تأثر يروي الدكتور المهيري أنه تأثر بمعلمه عبد المنعم بخيت، الذي شجعه على دراسة الجغرافيا، التي وجد فيها ضالته العلمية، وطريقاً نحو تعلم طبيعة الحياة، والحفاظ على البيئة، والانضباط الذي ولّد لديه طقوساً انعكست على حياته المهنية والمعرفية والخاصة. ويذكر المهيري أن بداية مسيرته في قطاع التعليم كانت بعد تخرجه من الدفعة الخامسة من جامعه الإمارات عام 1985، والتي عُين فيها مُعيداً بعد نحو عام، ليكون من أوائل المواطنين الذين التحقوا بهذه الجامعة، متسلحاً بطموح للحصول على شهادة الدكتوراه التي ظفر بها من بريطانيا عام1993، ليعود ثانية إلى جامعة الإمارات ويعمل فيها أستاذا مساعدا في تدريس 5 مواد ذات صلة بتخصص الجغرافيا. وبعد أن قضى الدكتور المهيري 12 عاما في التدريس بجامعة الإمارات، كُلف بمهام الأمين المساعد للأعمال الإدارية في الجامعة، واستثمر هذا المنصب في التزود بخبرات إدارية أهلته للإسهام في إعداد الموازنات الخاصة بمكان عمله، قبل أن ينفصل عن حقل التعليم العالي عام 1997.. ويلتحق بالعمل في وزارة التربية والتعليم بقرار من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عهد الدكتور علي عبد العزيز الشرهان وزير التربية والتعليم في ذاك الوقت. انضمام الدكتور المهيري إلى عائلة وزارة التربية والتعليم، طرح ثماره باكرا بعد أن شارك في إعداد أول استراتيجية تعليمية في الوطن العربي، وهي رؤية 2020، وصياغة خطة خمسية لتقييم أعمال الوزارة، تضمنت إلغاء التشعيب لمواكبة التطور السريع في هذا القطاع، وتلبية حاجة المجتمع في ذلك الوقت، بالاستفادة من تجارب استراليا وسنغافورا وكوريا، بالتوازي مع إسهاماته كوكيل وزارة في صياغة كثير من القوانين، وتمثيله الدولة في مكتب التربية العربي، وجامعة الخليج العربي، واليونسكو، في تلك الفترة. عطفا على اهتمامه بتدريب المعلمين بهدف رفع كفاءاتهم وتعزيز مهاراتهم. في تلك الفترة التي كان الدكتور المهيري على رأس عمله واجهت الوزارة تحديات في الميدان التربوي، يمكن تسميتها مجتمعة بـالتغيير المنشود، والمتعلق بالخطة خمسية لتقييم الأداء.. بما في ذلك إلغاء التشعيب، وانتشرت إشاعات ومطالبات تدعو إلى إلغاء هذه التوجهات، إلا أن الوزارة نجحت في اعتمادها من مجلس الوزراء، علما أن عدد المعلمين والإداريين، وصل إلى 35 ألفاً في المناطق التعليمية كافة، بما فيها أبوظبي والعين. أحاديث رمضان الحديث عن رمضان، لم يغب عن مائدة الحوار مع الدكتور المهيري الذي يتخذ من هذا الشهر الفضيل ملاذاً لتدعيم وشد علاقاته الأسرية والاجتماعية، وصلة الأرحام، والتأكيد على قيم التآلف والتراحم والتكاتف بين أفراد العائلة والأهل والأصدقاء، والمحافظة على العبادات الخالصة لوجه الله، في هذه الأيام المباركة.. وهي فرصة كما يؤكد المهيري لمراجعة حسابات النفس وزيادة الرصيد الإيماني، والإكثار من القربات، واغتنام الساعات في تدبر كتاب الله عز وجل، والتفكر في آياته، فرمضان هو شهرالقرآن. ويؤكد المهيري أن ما يميز شهر رمضان على الصعيد العائلي هو اهتمامه بأسرته ويشير في هذا الخصوص إلى أن بوصلته متجهة في الشهر الكريم نحو أسرته التي يخصها بحصة الأسد من الاهتمام والرعاية وقضاء أمتع الأوقات وخصوصا داخل المنزل، حيث اعتاد على قضاء أيام الشهر الفضيل برفقتهم، والاقتراب منهم ومجالستهم، فرمضان مناسبة عظيمة لصلة الأرحام. كما يحرص ضيفنا في شهر رمضان على قراءة القرآن الكريم، ومتابعة بعض البرامج التلفزيونية الهادفة، والاستمتاع بالجو الأسري الكامل، فضلا عن حضور بعض المجالس الرمضانية الهادفة إلى مناقشة القضايا التي تهم حاجة الأُسَر، والمجتمع، ويقول: لا شيء يضاهي تجمع أفراد العائلة على سفرة الإفطار. ولم ينس المهيري الحديث عن المأكولات الرمضانية التي توجد بصورة دائمة في هذا الشهر الفضيل على مائدة الأسرة مثل اللقيمات - الهريس السمبوسة، والثريد، والعصائر، معتبراً أن هذه المأكولات المحلية مفضلة لديه كثيرا، إضافة إلى بعض الأكلات المتميزة الأخرى. ويرى أن أيام رمضان الحالية، تختلف عن أيام الطفولة من حيث الشعور، والذكريات الجميلة، والترابط والتواصل بين الأسر، وكذا الجيران، واللعب مع أصدقائه في الفريج، بعكس هذه الأيام التي طغت فيها أجواء الاحتفاء في شوارع الدولة لا سيما الزينة والإضاءات التي تعكس روح الشهر الفضيل. المجالس الرمضانية حاضرة هي الأخرى في برنامج المهيري اليوم خلال الشهر الكريم، ويحرص على تلبية الدعوات التي يتلقاها للمشاركة في مواضيع تهم المجتمع، وتمس احتياجاته وطموحاته، إذ يقول عنها: يتسم شهر رمضان بالمودة والرحمة والتواصل بين الناس. ندوات يقول المهيري: تعودنا على الاجتماع في مجالس الأهل والأصدقاء والأقارب بعد صلاة التراويح، للحديث عن قضاياها واحتياجاتهم ومقترحاتهم، وهي مظاهر ذات خصوصية فريدة، وسمة تحولت إلى منتديات فكرية وثقافية يلتقي فيها المثقفون بأفكارهم وأشعارهم وقصائدهم ومكتشفاتهم الأدبية. ويضيف: كما تلتقي في هذه المجالس النخب القيادية والسياسية والدينية لتناقش في أجواء من الشفافية والمصارحة والمكاشفة، ومناقشة قضايا المجتمع والمجالس العلمية، فضلا عن حلقات الدروس الدينية والصلاة وقراءة القرآن وغيرها من الفقرات والبرامج الدينية والإيمانية والاجتماعية. شارك في إعداد أول استراتيجية تعليمية في الوطن العربي وهي رؤية 2020 بوصلته في رمضان متجهة نحو أسرته التي يخصها بحصة الأسد من الاهتمام والرعاية وقضاء أمتع الأوقات مجالسنا الرمضانية منتديات فكرية يلتقي فيها المثقفون بأفكارهم وقصائدهم ومكتشفاتهم الأدبية الهريس والثريد والشوربة أساسيات مائدة الإفطار