ناشد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان «المجتمع العربي والدولي، وخصوصاً جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن، لوضع حد نهائي لمأساة الشعبين السوري والعراقي، وإنهاء هذه الحروب العبثية التي يدفع ثمنها الناس من أرواحهم وأرزاقهم ووجودهم»، مؤكداً «تعاون المسلمين وتضامنهم مع إخوانهم ومواطنيهم. وهناك عيش مشترك، قائم بين المسلمين والمسيحيين، وهم متعاقدون ومتعاهدون، على المساواة والعدالة والحرية، وإقامة نظام توافقي لا يؤكل فيه حق أحد. ليس النظام اللبناني كاملاً، ولا سائر الأنظمة السياسية في العالم، لكنه النظام الذي يحقق مصالح السواد الأعظم من المواطنين، وينبغي التمسك به وإصلاحه إن تطلب الأمر ذلك. أما التخلي عنه أو تعطيله كما يحصل الآن، فأمر لا يمكن أن يسير فيه لبناني يحب وطنه، ومؤمن بصنع السلام والعدالة والتقدم فيه، وفي العالم من حوله». وقال دريان في رسالة وجهها لمناسبة حلول شهر رمضان: «نحن نتحدث عن رمضان، وإقبال المؤمن، على صنع السلام في داخله، ومحيطه، والعالم، واتقاء المحرمات، وأكبرها «حرمة الدم، فليس من حق أحد أياً كان، أن يلغ في دماء الناس، بدافع الهوى والاستيلاء، أو بدافع الظلم والاستعلاء، أو بدافع الخفة والاستخفاف، أو بدافع الثأر الجاهلي. وها نحن نشهد على مدى العالم العربي طولاً وعرضاً هذا الإسراف في سفك الدم، بدوافع الغلو، والطغيان، والطائفية، والثأر»، لافتاً إلى أن «مئات الآلاف من الناس يهلكون، وملايين تهجر من الديار، ويهلك أطفالهم في البراري والقفار، أو في البحار». وتوجه إلى المسلمين واللبنانيين بالقول: «الوطن في خطر، بسبب غياب رئيس للجمهورية، وتعطل المؤسسات الدستورية. والوطن في خطر، لأنني أرى بصراحة ووضوح، هذا التقاطع والجفاء ليس بين السياسيين فقط، بل وبين المثقفين وفئات مختلفة من المواطنين. وهناك أجواء من الهواجس والشكوك، (والقيل والقال)، لا يصح السكوت عليها، أو التسليم بها. فعقلية التوافق ضرورية للاستقرار والاستمرار. وليس صحيحاً أن التوافق قرين الفساد. ثم إن التوافق لا غنى فيه عن حسن الإدارة، وعن خرط عنصر الشباب. وقد كان الأمران يجريان بطرائق مقبولة في فترات عدة من تاريخ لبنان الحديث». وأضاف: «في تاريخنا اللبناني القريب بدت ثمرات التوافقية اليانعة. ويستطيع اللبنانيون، بالعودة إلى الرشد الجامع، أن يعودوا ويتابعوا مسيرة التوافق، لأنه لن يسلم وطنهم، وسط هذا المخاض الذي يعانيه الوطن العربي بدونها. فلنضع نصب أعيننا، أنه لا وطن لنا غير هذا الوطن، ولا دولة غير هذه الدولة»، متسائلاً: «ألا ترون أمواج اللاجئين والمهجرين، الذين لم يعد لهم وطن ولا دولة؟!». وتابع: «أمامنا استحقاقات سندخل فيها بجدل سياسي، أيهما أسبق، الانتخابات النيابية أم الانتخاب الرئاسي؟ إن في مقدمة الأولويات، لا بل الأولوية المطلقة، انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن ما زلنا على موقفنا بأن إنجاز الانتخاب الرئاسي، هو أمر مهم جداً للبنان وللبنانيين، ولا يمكن أن نخرج من أزماتنا المتلاحقة، ومن الشلل المسيطر على كل مؤسساتنا الدستورية وغيرها من مؤسسات الدولة، إلا بإنجاز انتخاب رئيس لهذه الجمهورية، الذي يمثل بالنسبة لنا حامي الدستور، والوحدة الوطنية، والمؤتمن على المؤسسات وعلى عمل المؤسسات التابعة لهذه الدولة». وأردف: «أمامنا فرصة كبيرة في شهر رمضان، أن نعود إلى ذاتنا، ونقوم أوضاعنا، ونفكر أين أصبنا، وأين لم يحالفنا التوفيق. نعم رمضان مرحلة للتقويم، ودار الفتوى ستبقى أمينة ومؤتمنة على وحدة الصف الإسلامي والوطني». وقال: «علينا جميعاً أن نسهم في صنع السلام، والاستقرار في بلادنا وفي الجوار. ولندع الله للشعب السوري، والعراقي، والليبي، واليمني، ولسائر شعوب الأرض، بالسلام والطمأنينة، ولنعن بإخواننا النازحين واللاجئين، الذين أتوا إلينا مضطرين، كما كنا نذهب إليهم مضطرين. وطنكم وطنكم، ودولتكم دولتكم أيها اللبنانيون». وهنأت عضو كتلة «المستقبل» النائب بهية الحريري من جهتها، اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بـ «حلول شهر رمضان المبارك». ودعت «ان يلهم الله اللبنانيين لما فيه خير ومصلحة وطنهم بإعادة الروح لمؤسساته الدستورية وإنهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى وإيجاد الحلول لكل أزماته المعيشية والحياتية». كما هنأت الماكينة الانتخابية لـ «تيار المستقبل» في مدينة صيدا على «الجهود المميزة والجبارة التي بذلها جميع أعضاء الماكينة في ادارة ومواكبة انتخابات بلدية صيدا، والتي أسفرت عن فوز لائحة محمد السعودي كاملة»، معتبرة أنه فوز للمدينة كلها. وخلال استقبالها في مجدليون وفداً من الماكينة، أعربت «عن فخرها بالنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات في صيدا»، معتبرة أن «الناس اختارت التجديد لخط الإنماء من خلال تجديد الثقة بالمهندس محمد السعودي والمجلس البلدي». احتفال برمضان في ساحة كنيسة جدرا إلى ذلك أقامت بلدية جدرا بالتعاون مع مركز جدرا للرعاية والتنمية، التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام، احتفالاً في ساحة كنيسة مار جرجس في البلدة بانطلاق احتفاليات شهر رمضان حضره المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية الوزير السابق خالد قباني، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي وأعضاء المجلس البلدي، وفاعليات وأهالٍ من الجوار وشخصيات. وقال القزي: «أن تنطلق هذه الأمسيات الرمضانية من ساحة كنيسة مار جرجس، إنها لمدعاة فخر واعتزاز لنا»، مؤكداً أن «عمل المحبة والرحمة لا هوية ولا مذهب أو طائفة له إنما له انتماء». أما قباني فأكد «أن هذه المبادرة الطيبة ستبقى تذكرنا دائماً بأن لبنان، هو لبنان المحبة والسلام، وهذا ما تجسده تعاليم الكنيسة»، مشدداً على أننا «سنبقى تحت راية لبنان عاملين من أجل وطننا لبنان ومن أجل الوحدة والحرية والاستقلال والسيادة».