على رغم حالة الصخب الإعلامي التي ترافق برامج الهواة والأضواء التي تسلط عليهم ومتابعتهم من ملايين المشاهدين، يثير خفوت بريق المواهب التي تتخرج من هذه البرامج واختفاؤها من الساحة، العديد من الأسئلة عن جدوى المشاركة فيها. ماذا عن فرص المواهب الكويتية؟ وأين هي الآن؟ سؤالان نجيب عليهما بعد معرفة أن أكثر البرامج التي يشارك فيها كويتيون هو «ستار أكاديمي» الذي كان يحظى بنسب مشاهدة عالية، حتى بدأت متابعته تنحسر في ظل ما يبث من يوميات ترفضها عادات وتقاليد كويتية. بشار الشطي، أحمد حسين، محمد الشكري، أحمد داود، عبدالعزيز الأسود، خالد بوصخر، إبراهيم دشتي، نورة العميري، عبدالعزيز لويس، عبدالسلام محمد، فهد الزايد... وغيرهم، كلهم مواهب ظهرت في برامج الهواة، استطاع أكثرهم أن يشق طريقة وبعضهم اختفى نهائياً، وهذا يأخذنا إلى السؤال الأول: «ماذا عن فرص المواهب الكويتية؟». وتأتي الإجابة أن الكويت بلد يمتاز بحب الفن وفيه دعم كبير للشباب وفرص واسعة للوصول إلى الطموح، وكثير من المواهب المحلية شقت طريقها لكن ليس في مجال الغناء، ففي الكويت سوق التمثيل هو الرائج، ويستوعب عدداً كبيراً من المتخرجين من هذه البرامج، بعكس سوق الأغنية الذي يعاني صعوبة في الإنتاج. وللإجابة على السؤال الثاني، لا بد أن نستعرض أولاً مسيرة المواهب الكويتية التي تخرجت من برامج الهواة لنعرف أين وصلت، فبشار الشطي الذي شارك في النسخة الأولى من «ستار أكاديمي» وحصل على المركز الثاني بعد المصري محمد عطية، خريج المعهد العالي للفنون الموسيقية ويجيد العزف على أكثر من آلة موسيقية، وهو الآن ممثل وله جمهور كبير وملحن وكاتب غنائي. أما أحمد حسين، فهو أيضاً خريج «ستار أكاديمي2» وقد وصل إلى المراحل النهائية في البرنامج ويعمل حالياً ممثلاً. وهو يجيد العزف على العود وأصدر ألبومين هما «باقي على حبك»، و «أحمد حسين 2010». وكان معه في النسخة ذاتها فهد الزايد الذي يظهر بين فينة وأخرى بأغنية «سينغل»، بينما أصدر محمد الشكري بعد مغادرته البرنامج في دورته الثالثة أغنيه «سينغل» ثم اختفى نهائياً. بالطريقة ذاتها اختفى أحمد داود بعد مشاركته في «ستار أكاديمي4»، وأطلق فقط أغنية خاصة به وصورها فيديو، وأخرى كانت ديو مع زميلته التونسية مروى بن صغير، كما قدّم برنامجاً تلفزيونياً لفترة قصيرة. وعلى خطى بشار الشطي سار عبدالعزيز الأسود، فاتجه بعد تخرجه من «ستار أكاديمي4» إلى التمثيل عندما وجد أن سوق الأغنية صعب، وشارك في مسلسلات كويتية وخليجية، ولم يقدم إلا أغنيتين هما «تضحك مع غيري» و «عشرة غريبة»، وكان له تجربة تقديم تلفزيوني على قناة «الراي». ولم يبتعد خالد بوصخر كثيراً عن خط بشار وعبدالعزيز، واتجه هو الآخر بعد «ستار أكاديمي5» إلى العمل بالتمثيل وكوَّن قاعدة جماهيرية كبيرة بمشاركته في الأعمال الدرامية والمسرحية. وفي المقابل ما زال إبراهيم دشتي خريج «ستار أكاديمي6» يؤكد أنه مطرب وليس ممثلاً، رغم اتجاهه الفترة الأخيرة إلى الدراما. أما نورة العميري التي تعتبر المشاركة النسائية الكويتية الوحيدة في «ستار أكاديمي»، فقد شقت طريقها بعد تخرجها في مجال التمثيل، وطرحت أغنيتين منفردتين هما «عطني حكي»، و «إنت روحي»، كما قدمت برنامج مسابقات إلى جانب زميلها خالد بوصخر، بينما مازال عبدالعزيز لويس وعبـــدالسلام محمد وفـــهد الزايد، وجميعهم خريجو «ستار أكاديمي»، يواصلون عملهم الدؤوب في الساحة الغنائية، وأصدر كل منهم أعمال «سنغل» وانضم الزايد أخيراً إلى «روتانا»، وهذا يعطي إجابة وافية لسؤالنا الثاني الذي طرحناه: «أين المواهب الكويتية الآن؟»، إنه بعكس الدول الأخرى، فقد ساعدت تلك البرامج في إيصال المواهب الكويتية إلى الجمهور، لا سيما أن هناك أرضية جاذبة، خصوصاً في مجال التمثيل. وهناك متخرجون من برنامج «نجم الخليج» مثل عبدالله الزيد وعبدالعزيز أحمد اللذين شقا طريقهما أيضاً في مجال التمثيل، ومن «سوبر ستار» محمد داود الذي اختفى نهائياً ولم يقدم جديداً. هي رحلة طويلة تقطعها الموهبة الكويتية، تبدأ بتقديمها في برامج الهواة، وظهورها على شاشة التلفزيون ومن ثم رعايتها وتقويتها، ليأتي بعد ذلك دور الموهبة نفسها في المواصلة من خلال تطوير النفس والقدرات ودخول سوق العمل الفني الذي يستوعبها، مع وجود الدعم الذي من دونه «ستفشل».