كثير من المسافرين عن طريق المطارات يصابون بالملل، وتضيق صدورهم عندما يتأخر إقلاع رحلاتهم، ولا يعلن عن أسباب تأخر إقلاع الطائرة أو يكتفى بخبر دون إبداء الأسباب، وتجد المسافر ينتابه القلق وهو ينظر إلى ساعته التي لا تتحرك أو تسير ببطء شديد وهو يرقب جدول الرحلات المنقولة بواسطة الشاشة المتحركة أمامه، خصوصا عندما يقترب موعد الإقلاع أو يفوت موعد الرحلة دون إشارة أو اعتذار. وهذا الموقف يتعرض له الجميع دون استثناء، وقليل منهم من يستفيد من هذا الوقت الضايع ويريح أعصابه دون تفكير أو تضجر، وهو من هيئت له فرصة السياحة الفكرية من خلال مشروع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي بدأت قبل سنوات في صالات السفر للمغادرين في مطار الملك خالد بالرياض. لقد أحسنت صنعا هذه المكتبة بمشروعها الحيوي، وهو وجود خزائن تضم عددا من الكتب المنوعة للكبار والصغار وبمختلف الثقافات والعلوم، بدءا بالقرآن وكتب الفقه والحديث إلى التاريخ والقصص والعلوم العامة مع قصص ومجلات الأطفال، وقد وضعت بشكل ملفت ومغرٍ ومشجع على القراءة. وقد أطلقت المكتبة على هذا العمل اسم (المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب) برنامج القراءة في المطارات، وجعلت هذا البرنامج في متناول الجميع ليستفيد المسافر من وقته في ممارسة نشاط القراءة مجانا، والاستفادة من أوقات الانتظار المملة بما ينفع ويفيد، مع الإشارة إلى إعادة الكتاب إلى مكانه عند الانتهاء منه، مع تنبيه وملاحظة لطيفة تدعو الراغب بالقراءة إلى التعاون مع القائمين على البرنامج وذلك بالتلطف بالمحافظة على الكتب سليمة، مع الحرص على تركها في مكانها عند مغادرة الصالة، مع إبداء رأيك من خلال ملء استمارة اهتماماتك وما ترغب وجوده مستقبلا. وقد مررت قبل أيام بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، ولم أجد ما وجدته بمطار الملك خالد بالرياض، رغم أن المشروع يشمل جميع مطارات المملكة وحتى الصالات المخصصة للرحلات الدولية.. فليت المكتبة تكمل مشروعها بسرعة لتعميم هذا المشروع الحيوي المفيد والهادف إلى نشر هواية القراءة والاستفادة من أوقات الانتظار بما يفيد وينفع. Abo-yarob.kashami@hotmail.com