تقول القاعدة الشهيرة " التخلية قبل التحلية".. وهي تعني أننا إذا اردنا أن نبني يجب أن نُخلي المكان ثم بعدها يبدأ البناء.. وأيضا إن أردنا أن (نتحلّى) بفكرة (إيجابية) يجب أولا وقبل ذلك أن (نتخلّى) عن الفكرة (السلبية).. ولكي تقترب الفكرة.. تأملوا تلك القصة الرمزية المعروفة: إن رجلا بحث طويلا عن السعادة حتى تعب, فأرشدوه إلى حكيم في بلاد بعيدة وبعد مشقة وألم وصل إليه، لكن الحكيم جعله ينتظر طويلا حتى يخرج إليه, والرجل يمتلئ غيظا, ثم خرج ومعه الشاي وأخذ يصب للرجل حتى امتلأ كوبه وانسكب الشاي على ملابسه, فاستشاط الرجل غضبا على ما فيه من غضب, وقال: ماذا تفعل؟!! توقّف الكوب ممتلئ!.. قال الحكيم: هذا رائع لقد تعلمّت الدرس الأول، فسجل عندك: القلب والعقل الممتلئان بالأفكار والمشاعر (السلبية) لا يقبلان السعادة والمشاعر (الإيجابية). اذهب الآن وأفرغ كوبك ثم عد مجددا لأعلمك الدرس الثاني.(أ.هـ). ولأني من المحبين النظر للأمور بإيجابية فما حدث في النصر من أحداث إن تم (استثماره).. سينشر روحا إيجابية على الفريق في مباراته يوم الغد.. فجميعنا يعرف أنه وقبل استقالة رئيس النصر كانت الجماهير (منقسمة) بالرأي على كل ما يحدث داخل النادي، وكانت الأجواء (مشحونة) والأطروحات (التشاؤمية) مسيطرة على المشهد النصراوي، والمطالبات بالاستقالة مرتفعة الوتيرة، ولكن وبعد تقديم (الاستقالة) واجتماعات الشرفيين وموجة البيانات وردة فعل المرشح للرئاسة، ونهايتها التي لم أكن أتمنى أن تكون بتلك الصورة !!.. فتحولت الصورة لتعبر عن تعاطف والتفاف وتعاضد مع الكيان قبل مباراته أكثر من المرحلة الماضية، فالأحداث وما فيها من مشاحنات وصلت لمرحلة اللاعودة في الاختلاف في كثير النقاط.. إلا أنها كما أسلفت أفرزت في نهاية الأمر (مشاعر) جيّاشة وتعاطفا منقطع النظير مع من هو في سدّة حكم النصر، انعكس ذلك على الجو العام الذي أصبح أكثر صفاء من الناحية الذهنية على المباراة، فنَشرَ روحاً جديدة ساهمت في رفع الروح المعنوية داخل المعسكر النصراوي. ختاما: ما يجب أن يتم استيعابه أن النصر إن أراد أن يفوز على بطل الدوري، يجب بذل جهد مضاعف سواء من خلال الروح أو المجهود البدني أو التركيز.. وإن اختل أي ركن مما ذكرت فالمباركة ستكون للملكي الحقيقي.