بدأت رياح البوارح الموسمية هذا العام بشكل مبكر في النصف الشرقي من شبه الجزيرة العربية، حيث لوحظت كثرة الرياح الشمالية الغربية على المناطق الشمالية، التي تتحول إلى رياح شمالية وشمالية شرقية عند وصولها إلى المناطق الشرقية والرياض، وعادة ما تسهم هذه الرياح في تجفيف الأجواء من الرطوبة وتخفف من حدة درجات الحرارة، حيث يسهم تشكل منخفض الهند الموسمي ومرتفع البحر الأبيض المتوسط في نشوء هذه الظاهرة في مناطق الخليج، التي عادة ما تكون علامة واضحة على انتهاء موسم الأمطار في تلك المناطق. وتسهم هذه الرياح في عدم استقرار الأجواء في بحر العرب وتساعد على نشاط المنخفضات والعواصف والأعاصير المدارية في تلك المياه، ويعد تشكل الرمال الواسعة الممتدة من شمال السعودية حتى صحراء الربع الخالي في أقصى الجنوب دليلا على الأثر القوي لهذه الرياح، حيث أدت إلى تكون الكثبان الرملية عبر عصور الزمن. ويتوقع أن يزيد نشاط هذه الرياح مع استمرار ارتفاع حرارة الأرض ما يعني مزيدا من التصحر في هذه البقعة من الأرض. وتشير خرائط الطقس العددية للتنبؤات الجوية لهذا اليوم إلى استمرار استقرار الطقس في معظم مناطق السعودية، حيث ما زالت نسب الرطوبة منخفضة جدا في معظم طبقات الجو في حين تكون الفرص أفضل نسبيا فوق مرتفعات منطقتي عسير وجازان، حيث يتوقع أن تظهر بعض السحب المتفرقة فوق أجزاء من هاتين المنطقتين مع فرص مناسبة لهطول الأمطار الخفيفة والمتوسطة مسبوقة بعواصف رعدية. وتكون الرياح السطحية غربية إلى جنوبية غربية خفيفة إلى متوسطة السرعة في معظم المناطق الشمالية والوسطى والغربية وفي منطقة تبوك، في حين تكون شمالية إلى شمالية غربية متوسطة السرعة إلى نشطة نسبيا في مياه البحر الأحمر وعلى طول السواحل، وخفيفة متقلبة في مياه الخليج العربي تتحول إلى شرقية على السواحل، وبين شرقية وجنوبية شرقية خفيفة إلى متوسطة السرعة في نجران وغربية في المرتفعات الجبلية. وتستمر نسب الرطوبة السطحية متدنية خلال ساعات النهار في معظم المناطق الداخلية وبين الخفيفة والمتوسطة على الأطراف الشمالية وبعض المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية. وتوالي درجات الحرارة ارتفاعها التدريجي في معظم المناطق الوسطى والشرقية وبعض المناطق الشمالية بواقع درجة إلى خمس درجات مئوية، وتعد منطقة الرياض وجنوب المنطقة الشرقية الأكثر شعورا بهذا التغير.