×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو..سائق شاحنة متهور يسير بدون أضواء خلفية

صورة الخبر

تبعاً للوصفة الاستشراقية في طبعتها العسكرية فإن الدول التي يتعذر تفكيكها بالاحتلال المباشر كما حدث في العراق حين كان أول ما فعله بريمر هو حل الجيش، يكون إسقاطها وبالتالي تفكيكها من الداخل وذلك ضمن استراتيجية ما يسمى قضم الأحشاء. ومثل هذه العملية يكون أبطأ لكن أعمق من التدخل المباشر، لأنه يتطلب أولاً تضليل الرأي العام وإحراف البوصلة الوطنية نحو اتجاه آخر، وهنا يلعب الإعلام دور البطولة سواء كان ذلك بنوايا حسنة كالتي تؤدي إلى الجحيم أو بقرار مسبق. وفلسفة التأزيم أو افتعال الأزمات بدءاً من التأزيم الاقتصادي يكون رهانها أولاً على اختناق الشعوب وتذمرها من نظام الحكم، وهذا لابد أن ينتهي إلى فوضى يصعب فك الاشتباك فيها بين ما هو نقد إيجابي يستهدف استدراك الأخطاء والإصلاح، وما هو نقد عشوائي، لا يحدد بالضبط ما يريد، كما أنه يضاعف الأخطاء بدلاً من إصلاحها. وهكذا تتسع وتتعمق الهوة بين الشعب والدولة. والاستراتيجيات التي استهدفت العالم العربي، وحاولت استثمار حالة التذمر وفائض المكبوتات تختلف من بلد إلى آخر، وذلك من خلال تقارير استخباراتية ورؤى استشراقية، فما يصلح لبلد عربي ما، قد لا يصلح لبلد آخر. ويبدو أن المقياس الذي تم الاحتكام إليه هو النسيج الاجتماعي ومدى التجانس الديمغرافي. فكلما كان المجتمع مكوناً من عدة طوائف تسهل المهمة لأن العزف عندئذ سيكون على أوتار شديدة الحساسية. ورغم مرور أكثر من خمسة أعوام على حراكات عربية متباينة من حيث الشعار والمفاعيل السياسية إلا أن التحليل المعمق لما حدث لا يزال مؤجلاً، لأن هناك من جهزوا اتهامات كالقبعات حسب تعبير كونديرا وتصلح لكل الرؤوس لمن يرفضون التصفيق لمجرد أن هناك من يصفقون ويقرأون الواقع كما هو وليس كما يشتهون. لقد تعددت أسباب التفكيك واستراتيجياته لكن الهدف واحد.