35 عاماً تمر اليوم على انطلاقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هذه الانطلاقة، التي استمدت شرارتها من أبوظبي، من عقل وفكر مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتشاور مع أخيه، المغفور له بإذن الله، أمير الكويت الراحل، جابر الأحمد الصباح، لينطلق المجلس في عام 1981 عملاقاً من أبوظبي، ليحقق آمال الشعوب، وليواجه منذ بداياته، تحديات وتهديدات عديدة، تطلبت مواقف موحدة، وتنسيقاً وتعاوناً بين دول الخليج العربية. لقد مر المجلس بظروف عصيبة، وحاول البعض النيل منه، والتقليل من شأنه وإحباطه، لكنه ظل صامداً، وبقوة، واجتاز بنجاح، معظم الاختبارات العصيبة التي مر بها، وأثبت أنه قلعة صامدة ونادرة، وسط كافة أشكال التنظيم والتنسيق بين الدول، ولم ينغلق المجلس على نفسه، ويعمل لصالح أعضائه فقط، بل تفاعل على مدى سنوات عمله، مع كافة القضايا الإقليمية والعربية والدولية، وحمل لواء قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، كما تصدى المجلس لمحاولات القوى الإقليمية، فرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة، وتصدير الفوضى والثورات لبلدانها. وجاءت أزمة اليمن، وانطلاق عاصفة الحزم بقوات التحالف العربي من دول المجلس، بقيادة المملكة العربية السعودية، لتثبت أن هذا الصرح العربي الكبير، صامد، وبالمرصاد لكل المؤامرات التي تحاك للأمة العربية داخلياً وإقليمياً وعالمياً.